أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة كيري يمهد لزيارة اوباما المرتقبة للمنطقة

كيري يمهد لزيارة اوباما المرتقبة للمنطقة

02-03-2013 04:45 PM
الشاهد -


هل ينجح اوباما في مسعاه لحل الدولتين وانهاء النزاع العربي الاسرائيلي

اسرائيل تواصل ضغطها على الادارة الاميركية لشن عدوان على ايران

الشاهد – عبدالله محمد القاق

لعل التصريحات التي ادلى بها هاغل وزير الدفاع الاميركي المقترح من ان اسرائيل تهيمن على السياسة الاميركية هي من بين الاسباب التي جعلت اسرائيل تناوئ تعيينه وزيرا للدفاع. فقد نجحت اسرائيل في الضغط على الحزب الجمهوري في الكونغوس لعرقلة تعيين هيغل وزيراً للدفاع الاميركي لكونه لا يرغب في توجيه ضربة عاجلة لايران بالمرحلة الراهنة ولاعتماده سياسة الحوار للملف النووي الايراني، فضلاً عن كونه من أشد المعجبين بالرئيس الاميركي الأسبق ايزنهاور الذي ارغم اسرائيل على الانسحاب من سيناء عام 56 ياتي تأجيل التصويت على تعيين هيغل لعشرة ايام بعد ان حصل في الكونغرس على 58 صوتا في ان الاكثرية اللازمة هي 60؛ ما يستدعي تصويتاً آخر خلال الاسبوع المقبل؛ ما أدى الى استياء الرئيس الاميركي اوباما من هذه المعارضة المبدئية في وقت تتولى بلاده رئاسة الحرب في افغانستان؛ ما يحتاج وزير دفاعه الجديد الى التنسيق مع حلفائه لضمان الاستراتيجية العسكرية والمهمات الامنية الاخرى الضرورية.. فاعتراض الجمهوريين على قرار ترشيح هيغل كان واضحا منذ ان قدمت أوراقه للكونغرس كوزير للدفاع وذلك على خلفية تصريحات له حول اسرائيل وايران والحرب على العراق والتي كان معارضاً لها، فضلاً عن ان الجمهوريين يرون في تشاك هيغل حصوله على عائدات من منظمات متطرفة منذ مغادرته مجلس الشيوخ، وهم يطالبونه بتقديم وثائق اضافية حول كل عائداته في السنوات الخمس الأخيرة.
فوزير الدفاع الاميركي المقترح لخلافة بانيتا كان سناتوراً جمهورياً بين 1997 و2009 وعرف بمواقفه المستقلة عن حزبه، كما انه كان الى جانب اوباما عندما كانا لا يزالان في مجلس الشيوخ؛ ما دعا اللوبي الصهيوني الى التحرك للوقوف الى معارضة اي قرار قد يتم ايصاله الى وزارة الدفاع، غير ان المراقبين يعتقدون ان الادارة الاميركية ستسخر كل جهودها وامكاناتها من أجل اقرار تعيينه بهذا المنصب قبل الجولة التي سيقوم بها اوباما الى الشرق الاسرائيلي والصراع في المنطقة والارهاب، وافغانستان والازمة السورية التي تزداد اشتعالاً بسبب بعض المواقف المترددة للولايات المتحدة وكذلك الدول الاوروبية لدعم الشعب السوري في ثورته ضد النظام، بالاضافة الى ضرورة مساهمة كل من كيري وزير الخارجية الجديد مع هيغل لوضع استراتيجية جديدة حيال المنطقة في ولاية اوباما الثانية، خاصة وان التحليلات الاميركية ترى الاهتمام بقضايا السياسة العسكرية والسياسية المتعلقة بالشرق الاقصى، اكثر من منطقتنا بالوقت الحاضر بالرغم من ان كيري يرى ان اغلاق الملف الاسرائيلي – الفلسطيني خطوة عملية لانهاء الملفين السوري والايراني، فضلاً عن ان اسرائيل ترى ايضاً انه ينبغي على اميركا ان تتحرك لاجهاض الملف النووي الايراني بينما يُصر اوباما وهيغل على ضرورة التفاوض مع الايرانيين وايجاد تسوية سياسية من خلال العقوبات الاقتصادية التي بدأت تؤتي أكلها وأسهمت في خسارة ايران من خلال تأخير بيع نفطها للخارج بحوالي اربعين مليار دولار في العام المنصرم.
فوزير الدفاع الاميركي يشاطر اوباما الرأي بضرورة بحث قضية انسحاب اسرائيل الى حدود عام 1967 وعاصمة الدولة القدس الشرقية مع تعديل في الحدود وعقد اتفاقات امنية بين اسرائيل والفلسطينيين بحيث تكون الدولة المقبلة للفلسطينيين منزوعة السلاح، وهو ما ترفضه اسرائيل وترى ان حدود عام 1967 غير آمنة لها والقدس عاصمة أبدية لها، فضلاً عن أن تفكيك او وقف اقامة المستوطنات لا يمكن الالتزام به في اي وقت من الاوقات لانها تمثل الرئة الرئيسة لاسرائيل للحفاظ على أمنها، وهو ما ترفضه الامم المتحدة، والدول الاوروبية التي تعتبر ان هذه المستوطنات عقبة كأداء في تحقيق السلام بالمنطقة!
وهيغل الذي يُثير تعيينه قلق اسرائيل، معروف بنهجه الداعي الى عدم التدخل في النزاعات الخارجية ومنها ايران، حيث كتب مؤخراً المحلل السياسي برادلي بورستون تحليلاً في صحيفة هاآرتس قال فيه “الطريق الى ايران ينتهي عند هيغل” فيما قال اورني هوزلاي في صحيفة يديعوت احرونوت يوم الاول من امس “الرسالة التي يوجهها الرئيس أوباما الى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يمكن تلخيصها في عشرة حروف “تشاك هيغل” بالانجليزية، وهذا يعني ان الرسالة الموجهة الى اسرائيل واضحة لا لبس فيها انه لم يعد من السهولة الحصول على ضوء اخضر من واشنطن لاطلاق مغامرة عسكرية ضد ايران في هذه الاجواء والمعطيات والمتغيرات العربية في سورية والدولية في افغانستان وثورات الربيع العربي لم تهدأ بعد!
وهذا يشير بشكل واضح وجلي إلى ان قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة والمسؤولين الاسرائيليين يبذلون كل جهودهم المضنية للحيلولة دون حصول هيغل على هذا المنصب، فهم يجادلون بان تعيينه سيضر بمصالح اسرائيل لأنه يدعو الى الحوار مع حماس وحزب الله، ولأنه لا يؤمن بأن الحرب تمثل السبيل الامثل للتعامل مع البرنامج النووي الايراني!!
واذا كان الرئيس الاميركي أوباما يثق في هيغل ويواصل سعيه لتعيينه في هذا المنصب؛ فلكون نتنياهو حفر حفرة لنفسه عندما عامل اوباما اثناء الانتخابات الرئاسية الثانية باحتقار ووقف الى جانب “رومني” بشكل فاضح، واتهم اوباما بالضعف في سياساته الوطنية والدولية والاقليمية فانه بذلك يكون قد اساء الى الرئيس اوباما وهو ينال هذه المواقف بالرغم من انه لا تعني ابداً الابتعاد عن الوقوف الى جانب امن اسرائيل مستقبلا! واذا كان نتنياهو قبيل زيارة اوباما او تعيين هيغل يقوم بزيارات للمستوطنات الاسرائيلية والتي قامت بها حكومته بتحويل احد المعاهد الى جامعة قي قلب الضفة الغربية على بعد عشرة كيلومترات من مستوطنة أرئيل القريبة من مدينة نابلس، فان القيادة الاسرائيلية بدلاً من اخلاء البؤر الاستيطانية كبادرة حسن نوايا مع الفلسطينيين قبيل زيارة اوباما فانها صادقت على اعلان البؤر الاستيطانية الجديدة في الضفة، وزارها نتنياهو بشكل سري وهذا يؤكد ان اسرائيل غير معنية بالسلام بالمنطقة!
وبالرغم من ان هيغل حاول استرضاء الجانب العربي مؤخراً الذي يعرب عن معارضته لعملية عسكرية ضد ايران، ويتهم في احاديث مغلقة نتنياهو بمحاولة جر الولايات المتحدة الى حرب مع ايران وصفها بانها “امر مجنون” بل وانه عارض العقوبات الاقتصادية التي فرضت على ايران، كما يؤيد هيغل اقامة دولة فلسطينية ووقع رسالة تدعو اوباما للشروع في مفاوضات مع حزب الله وحماس، الا ان كل ذلك لم يستطع تغيير التصويت على تعيينه كوزير للدفاع الاميركي!
والواقع انه بتعيين كيري وزيراً للخارجية وترشيح هيغل للدفاع يتضح ان ادارة اوباما ترغب في توجيه دفة سياساتها لتسوية سياسية في المنطقة وفق معادلة “دولتين لشعبين” على ان تكون القدس الشرقية في اطارها عاصمة لدولة فلسطين، فضلاً عن كون هيغل يعمل مع كيري في السنوات الماضية لتوجيه السياسة الاميركية نحو الاعتدال بالمنطقة حيث عارضا الاستيطان وحثا الرئيس الاميركي عام 2009 على فتح حوار سياسي مع دمشق والاسهام بحل الازمة السورية الراهنة، وأدانا ما سميّاه بـ “سياسة الفصل العنصري” وهي من التصريحات النادرة لسناتور اميركي، وكذلك فان هيغل لم يؤيد اضافة الحرس الثوري الايراني الى قائمة الإرهاب الأميركية!.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :