أخر الأخبار

الفرق واضح

17-05-2018 10:51 AM
المحامي موسى سمحان الشيخ
حدثان بارزان في الساحة الفلسطينية سوف يحفران ويؤثران بعيدا في المشهد الفلسطيني، الحدث الاول هو انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في المقاطعة وتحت حراب الاحتلال ووفقا لمشيئة السلطة وتحديدا الرئيس الفلسطيني بدعم من قوى وفصائل فلسطينية غير وازنه وبرضى عربي رسمي ضمني في الاساس يظل الاجماع على وحدانية منظمة التحرير الفلسطيني التي هي بحق البيت المعنوي والزمزي والعنوان الاساس للكل الفلسطيني بغض النظر عن الانقسام الفلسطيني الحاد الذي هو في الاساس انقسام برامجي وصراع بين خطي التسوية والمقاومة منظمة التحرير وبغض النظر عن مواقفها الاخيرة المرفوضة شعبيا من الفلسطينيين هي الحاضنة للنضال الوطني الفلسطيني. المجلس الوطني المنعقد في رام الله وحتى لا نظلمه - مع انه ظالم لنفسه وللشعب الفلسطيني - ينطبق عليه المثل السائد تمخض الجمل فولد فأرا ولكن بالمقابل فان المجلس وبغض النظر عن تركيبته الجديدة اتخذ قرارات يمكن تسميتها بالهامة فهو مثلا علق الاعتراف بالكيان الاسرائيلي وانهاء اوسلو ورفض قرارات ترامب بشأن القدس، لان القاصي والداني يعرف ان اسرائيل ليست سوى امريكا الصغرى ووفقا للمنطق ذاته وبالتاريخ والممارسة فان امريكا الكبرى محكومة من قبل امريكا الصغرى اليس ترامب وادارته ومطبخه السياسي اكثر صهيونية وتطرفا من نتنياهو ورهطه؟، المجلس الوطني رفض (صفقة القرن) بكل تداعياتها، ولكن المهم هو التطبيق والاهم هو التخلي عن وهم التفاوض ورفض التسوية المذلة، فمثلا هل تلغى اوسلو برمتها، ومثلا هل يلغى التنسيق الامني الذي اتخذت عدة قرارات من المجلس المركزي بخلافه وما زال مستمرا في طعن النضال الفلسطيني من الخلف والامام، وهل سيقوى التشكيل الجديد للمجلس الوطني على الدخول الفعلي في منظمة دولية ومنها محكمة الجنايات الدولية حيث عطل الانضمام سابقا وفقا لاتفاق مع اوباما صديق اسرائىل الاوفى والاشد، هل يقوى المجلس الوطني العتيد ولجنته التنفيذية على التنصل من بروتوكول باريس الذي عمق التبعية الاقتصادية لدولة الكيان اسئلة واسئلة، ستكشف الايام القادمة عن مدى جدية السلطة التي هي فعلا من يوجه المنظمة. اما الحدث الاخر البارز في ساحة فلسطين فهو استمرار مسيرة العودة والتي بلغت ذروتها في المسيرة الاخيرة مسيرة عمال فلسطين حيث استطاع شباب العودة وهم بالمناسبة من كل القوى الوطنية والاسلامية اسقاط طائرتين للعدو بدون طيار، واجتاحوا معبر كرم ابي سالم وداسوه باقدامهم الطاهرة وبيارقهم العالية بل ومضوا اكثر حينما قصوا قسما من الشيك الفاصل بين غزة والمغتصبات، بصدورهم العارية يرسمون ملامح العودة ويؤشرون الى تنوع بيدر المقاومة وسعته وقوته رغم الحصار الدامي، يطلق العدو النار بالمليان يقتل الصحافيين ويحاصرهم ويضرب سيارات الاسعاف وتستمر الثورة، نعم يوجد فرق بين حدث وحدث كما يوجد فرق بين خيمة واخرى كما قال غسان كنفاني يوما.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :