أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة دبلوماسيون ل "الشاهد": اتفاق...

دبلوماسيون ل "الشاهد": اتفاق الكوريتين يضع نهاية للنزاعات وبؤر التوتر في العالم

02-05-2018 02:09 PM
الشاهد -



ترحيب اردني بالقمة التاريخية بين زعيمي الكوريتين الشمالية والجنوبية

القمة ستشهد تفكيك كورية الشمالية لترسانتها النووية ليعم السلام شبه القارة الكورية

عبدالله محمد القاق

رحبت الاوساط الاردنية باللقاء التاريخي الذي جمع رئيسي كوريا الجنوبية وكوريا الـشمالية وأسفر عن التوقيع على اتفاق سلام بين البلدين.وأشاد مصدر كبير وبرلمانيون بشجاعة الزعيمين وسعيهما لنزع فتيل التوتر في منطقة شبه الجزيرة الكورية، مرحبا بما صدر عن القمة من بيان يكمل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة ‏النووية مع نهاية العام الحالي ويؤكد نهاية الأعمال العدائية بين البلدين بكل أشكالها، الأمر الذي سيعيد إلى منطقة شبه الجزيرة الكورية وإلى العالم أمنه واستقراره. وأعرب المصدر الاردني عن الأمل في أن يشكل هذا الاتفاق التاريخي بما تضمنه من قرارات مهمة نموذجا لوضع نهاية لما يشهده العالم من نزاعات وبؤر توتر لينعم بالأمن والاستقرار. فلقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون والرئيس الكوري الجنوبي مون%20جاي مون جاي-إن،يمثل قمة تاريخية طال انتظارها من كلا الجانبين وظل العالم يترقبها، وتصافح الرجلان في دلالة رمزية كبيرة عند خط الحدود العسكرية الفاصلة بين الكوريتين. وقال جونغ أون انه يشعر بـ«فيض من التأثر» بعد ان عبر الفاصل الاسمنتي الذي لا يتجاوز بضع سنتيمترات والذي يشكل ترسيم الحدود، ليصبح أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ الحرب الكورية (1950-1953).وبدعوة من كيم، خطا الزعيمان بشكل وجيز الى الشمال قبل ان يتوجها سيرا على الاقدام الى «بيت السلام» وهو بناء من الزجاج والاسمنت في القسم الجنوبي من بلدة بانمونعوم، حيث تم توقيع الهدنة. وصرح كيم في مستهل القمة التاريخية قائلا: «اننا امة واحدة.. وقد انتظرت هذه اللحظة طويلا.. وجئت مصمما على توجيه اشارة انطلاق على عتبة تاريخ جديد». وأضاف: «بينما أقف هنا استطيع أن أرى أن الكوريتين الجنوبية والشمالية هما نفس الشعب، ونفس الدم ولا يمكن فصلهما». وأعرب زعيم كوريا الشمالية عن استعداده لتفكيك البرنامج النووي لبلاده بشكل كامل، وذكر أنه «لا يوجد سبب يجعلنا نقاتل بعضنا البعض.. نحن أمة واحدة»، ومازح رئيس الجنوب قائلا إنه يأسف لإيقاظه بسبب تجارب إطلاق الصواريخ التي كان يجريها في الصباح الباكر. ومن جهته، أعرب مون عن الامل في «التوصل الى اتفاق جريء من أجل أن نقدم للشعب الكوري برمته وللناس الذين يريدون السلام، هدية كبيرة»، بما ان القمة تركز بشكل كبير على الترسانة النووية للشمال.. وقد أصدرت الكوريتان بيانا مشتركا عقب القمة التاريخية أكدتا فيه انهما اتفقتا على العمل معا من أجل نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية، بحسب ما اوردت وكالة أنباء (يونهاب) الكورية الجنوبية. وجاء في إعلان (بانمونغوم) في المنطقة العسكرية منزوعة السلاح المنطقة التي عقدت بها القمة «أكدت كل من كوريا الجنوبية والشمالية على هدفهما المشترك بالوصول إلى شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية عبر نزع السلاح النووي بصورة كاملة». كما أكدتا أنهما ستبذلان الجهد المشترك لتخفيف حدة التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية والقضاء على مخاطر الحرب بشكل عملي. كما اتفقتا على وقف بث الدعاية عبر مكبرات الصوت وإرسال المنشورات الدعائية وغيرها من الأعمال العدائية اعتبارا من اليوم الأول من شهر مايو المقبل، وجعل المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين منطقة سلام حقيقية. الى ذلك، أشاد زعماء العالم بنتائج القمة التاريخية بين زعيمي الكوريتين، وغرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا: «إعلان نهاية الحرب الكورية!»، أميركا لا بد أن تكون فخورة بما يحدث الآن في كوريا. وأضاف ترامب: «تحدث أمور جيدة، لكن الوقت كفيل بإثبات ذلك!». وأشاد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ لمساعدته في لم شمل الكوريتين، وقال: «لا تنسوا المساعدة العظيمة التي قدمها صديقي الرئيس الصيني، للولايات المتحدة، وبخاصة على حدود كوريا الشمالية». كما رحبت بالقمة كل من روسيا والصين، وأشادت بها اليابان والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي. رغم الاجواء الايجابية التي رافقت القمة التاريخية، إلا أن المباحثات اقتصرت على نزع السلاح النووي وانهاء حالة الحرب، فيما شملت لائحة الممنوعات 3 مواضيع شائكة وهي: المنشقون، والمعتقلون، وحقوق الإنسان. وبحسب الـ «بي بي سي» هناك 6 كوريين جنوبيين معتقلون في الجارة الشمالية، في حين تستضيف سيئول 13 منشقا من الشمال كانوا يعملون في مطعم كوري شمالي في الصين .أعرب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن رغبته في عقد اتفاق تاريخي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيسمح لبلاده، مثل ميانمار وفيتنام، بتقليل اعتمادها على الصين والاقتراب أكثر من الغرب، لكن على الرغم من الإعلان عن وقف التجارب النووية بعيدة المدى وإلغاء الطلب على سحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية، فمن غير المرجح أن يتخلى كيم عن برنامج الأسلحة النووية الذي حصلت عليه كوريا الشمالية بمشقة الأنفس، حتى يتم التوصل إلى اتفاق شامل وموثوق. لقد أجرت كوريا الشمالية ست تجارب نووية، وهو العدد نفسه الذي أجرته الهند، التي تعد قدراتها النووية الهائلة غير قابلة للنقاش، وإن محاكاة كيم لإعلان الهند عام 1998 وقف التجارب- والذي أدى إلى إجراء محادثات مع الولايات المتحدة وقاد في النهاية إلى قانون أميركي يعترف بترسانة الهند النووية- دليل على سعيه إلى قبول دولي للوضع النووي لبلده. في الواقع أصبحت الاتفاقية النووية بين الولايات المتحدة والهند ممكنة بفضل الضغوط الاستراتيجية بعد الحرب الباردة، والتي تفتقر إلى سياق شبه الجزيرة الكورية، ومع ذلك إذا كان لقمة ترامب مع كيم تأثير طويل الأمد، فمن الضروري بذل جهود أكبر من مجرد إجبار كوريا الشمالية على نزع السلاح النووي ومتابعة صفقة استراتيجية أوسع تهدف إلى فتح الشمال للعالم- وقد جعل كيم بالفعل وضع كوريا الشمالية للأسلحة النووية ضمن دستور البلاد وأقام نصباً تذكارية للصواريخ الطويلة المدى التي أطلقت العام الماضي، وإن وقفه للتجارب يتناسب مع هذه الرواية، حيث يقدم كيم نفسه كزعيم لدولة مسلحة نووياً تعمل على اتخاذ مبادرات دبلوماسية محتملة. وعلى الرغم من أن مبادرات كيم السلمية مدفوعة برغبة شديدة في إعادة بناء اقتصاد كوريا الشمالية الذي دمرته العقوبات، فإن العقوبات وحدها لم تغير سلوك بلد اعتاد لفترة طويلة على تحمل المصاعب. وعلى العكس من ذلك، ساعدت العقوبات المتصاعدة في تعزيز التقدم النووي والصاروخي لكوريا الشمالية؛ لذلك فإن تأمين أي نوع من نزع السلاح النووي سيتطلب فتح اقتصادي أكثر فعالية. ويقول دبلوماسيون إن تعامل أميركا مع الاتفاقية النووية الإيرانية لعام 2015 يقلل من احتمال موافقة كوريا الشمالية على إبرام اتفاق حظر الأسلحة النووية، وبعد توقيع الاتفاق أبقى الرئيس باراك أوباما على بعض العقوبات الاقتصادية الصارمة، مما أثر بشكل خاص على القطاع المالي الإيراني، ومما زاد الطين بلة، يبدو ترامب حريصا على متابعة تهديده بالانسحاب من الصفقة الإيرانية- أو على الأقل إضافة عقوبات جديدة- على الرغم من عدم وجود أدلة على عدم وفاء إيران بالتزاماتها. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بكوريا الشمالية، فإن إدارة ترامب تركز فقط على نزع السلاح النووي، وحين يتعلق الأمر بقضايا الانتشار النووي تقوم الولايات المتحدة بتبني موقفا متطرفا علنا، وقد تكون أكثر واقعية في المفاوضات المغلقة. على سبيل المثال هي تتساهل مع ترسانة الأسلحة النووية الأسرع نمواً في العالم في باكستان، رغم أن ذلك البلد، كما قال ترامب، "لم يمنحنا سوى الأكاذيب والخداع"، بما في ذلك توفير "الملاذ الآمن للإرهابيين الذين نطاردهم في أفغانستان". لكن إعلان كيم الأخير تحقيق هدف الردع النووي من "سياسة بيونجين" الخاصة به- حيث يتمثل الهدف الآخر في التحديث الاقتصادي- ليس تباهياً فارغا، فلم يعد التحدي الذي تواجهه كوريا الشمالية يتمثل بمنع انتشار الأسلحة النووية، فالاتفاقيات السابقة مع الدولة، مثل تلك التي تم التوصل إليها في عام 2005، لم تعد مجدية. علاوة على ذلك تجب معالجة المخاطر التي تشكلها ترسانة كوريا الشمالية، ولكن بدلاً من التأكيد على "نزع الأسلحة النووية"- الذي يتضمن تسوية من طرف واحد- ينبغي على المفاوضين السعي إلى تأمين منطقة خالية من الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، وهذا ضروري أيضا لتحقيق رؤية الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أون في التعاون الاقتصادي الوثيق الذي يستغل الموارد الطبيعية لكوريا الشمالية والتقنيات المتقدمة في الجنوب. هذاو يتطلب نهج "المناطق الخالية من الأسلحة النووية" تنازلات من جميع الأطراف، نعم سيكون على كوريا الشمالية نزع السلاح النووي، لكن يتعين على جميع القوى النووية التخلي عن التهديد باستخدام الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، بالإضافة إلى ذلك لم يعد بإمكان السفن الحربية الأجنبية الحاملة للأسلحة النووية إجراء مكالمات للموانئ هناك. ولكي يكون نهج المناطق الخالية من الأسلحة النووية ممكنا يتعين على كوريا الجنوبية أن توافق على أن تكون خارج المظلة النووية الأميركية، وليست نظرية شعبية خاصة في البلاد، ووفقا لأحد استطلاعات الرأي يرغب معظم الكوريين الجنوبيين في الذهاب إلى الاتجاه المعاكس، مع قيام الولايات المتحدة بإعادة نشر الأسلحة النووية التكتيكية التي انسحبت منها منذ أكثر من ربع قرن. المشكلة في هذا النهج واضحة: إذا لم يتخلَّ الجنوب عن رادعه النووي الفعال، فسيتساءل كيم عن سبب تخلي كوريا الشمالية عن رادعها النووي، وكما أشار "كيم"، فقد كانت نهاية كل من صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا مروعة للغاية بعد التخلي عن استخدام الأسلحة النووية. ومن شأن نهج المناطق الخالية من الأسلحة النووية المدعوم من الولايات المتحدة أن يلبي شروط نزع السلاح النووي، بما في ذلك إزالة التهديدات النووية و"الالتزام بعدم تقديم الوسائل لتنفيذ ضربة نووية"، ويمكن التفاوض بشكل واقعي بشأن بعض عناصر نهج المناطق الخالية من الأسلحة النووية إلى جانب أحكام اتفاق سلام شامل وذي مصداقية، رغم أن المفاوضات ستكون صعبة بلا شك. إذا كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى مزيد من الدوافع لمواصلة هذا النهج، فعليها أن تفكر في الآتي: إن الصين تواجه أكبر تحد لأسلحة كوريا الشمالية النووية، كما تعمل على استبدال الولايات المتحدة كقوة آسيا المهيمنة، وإن الطريقة الوحيدة لتخفيف التهديد النووي لكوريا الشمالية، دون إعطاء الصين اليد العليا، هي إظهار قيادة دبلوماسية حقيقية في التوصل إلى اتفاق سلام شامل في شبه الجزيرة الكورية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :