أخر الأخبار

اعتدال آذار ..

05-04-2018 03:42 PM




ناديا هاشم / العالول
اكاد لا ادرك هذا السر العميق وراء انجذابي لهذ الشهر .. شهر آذار .. سر لا ادري كنهه .. لا علاقة له بيوم المرأة العالمي ولا بعيد الأم ولا بيوم الكرامة ولا بيوم الأرض ..
مجموعة عناصر مرئية ومخفية تصب ببوتقة المحبة التي ليست بيد الإنسان .. فبين مسيَّر ومخيَّر .. تجعله محيّرا حتى في ميوله نحو كل ما حوله من زمان ومكان بما فيها البشر والحجر ..
ففي شهر آذار تتالق الأنوثة ..فمع الأنوثة تتبرعم الأمومة ومع الأنوثة تتراكم الكرامة ومع الأنوثة تطيب الأرض بشكلها ومضمونها متباينة بين سكون الليل وعبق النهار ..
ومع طفولة واعية طربتُ لأقوالهم بشهر آذار :
"فيه تحيا الأشجار ..وفي شهر آذار طلِّع بقراتك من الدار ..خبّي قحماتك الكبار لشهر آذار ..آذار أبو الزلازل والأمطار وفيه سبع ثلجات كبار..آذار اوله سقعة وآخره نار ..في آذار بعشعش الدوري وتورق الأشجار..إذا أجَتْ – اي كان المحصول غزيرا -وراها آذار ،وإذا أمحلت وراها آذار.. "
أقوال لملمتُها من جلسات أهل دافئة حول مدفأة الحطب وكانون تدبّ بفحماته النار .. ثم حفظتُها بدفتر ذكرياتي المختبىئ بالعقل الباطن لتنير تعسّف الليل وظلم النهار ..
آذار المعشوق .. اسطورة متكاملة بخياله وبواقعه .. ولا عجب ان الأكديين أسموه بشهر الآلهة السبعة العظام .. لأنه عظيم يتساوى فيه الليل مع النهار ويختم سنَتَهم .. فالأشهر البابلية المشهورة بالسنه الأكديه : تبدأ بشهر نيسان حسب التقويم البابلي وتنتهي بشهر اذار ..وشهر آذار –مارس-: منسوب إلى إله الحرب ( مارس )، وكان في نظر الرّومان محارباً شديد البأس.
ترى هل سيظل شهرآذار عظيما بأساطير الحضارات ؟ فشتان ما بين الحقيقة والأسطورة .. فحتى يتحول الخيال الى واقع لا بد من تخطيط وتنفيذ !
عظيم .. ترانا ماذا نحن بفاعلين كي نصبح عمليين مطبِّقين وواقعيين ؟
ونقلب صفحات الإنجازات المتبلورة على أرض الواقع فبين تطور وتراجع .. وبين تقدم وتخلف .. تبرز صورة واضحة مشوّشَة! كيف .. فإما ان تكون الصورة واضحة او مشوشَّة ؟
ولكن في هذا الزمن الأغبر المختلط فيه الحلو مع المر والترتيب مع الفوضى صار مضمون برنامج "التشويش واضح " قاعدة معترَفا بها..
أكيد قد ضجّ القارئ – ذكرا وأنثى- فكلاهما يريدان ان يرسوا على برِّ الأمان .. لطفا بدون تشويش !
لا ألومهما .. ولكن انّى لي من مساحة أوسع أضمِّن بها مقالاتي في ظل رقعة محدودة الكلمات .. والأيام .. لتصبح مقنَّنة لا تكاد تعكس الصورة المطلوبة التي أطمح لعرضها على قرائنا ذكورا وإناثا ، فبين تقنين المسافات وتضييق عرض الأفكار لمحاولات تعديل ثقافة وقوانين وقرارات كلها تطمح لخلق حالة من الاعتدال الإنساني الجَمْعي والنفسي والجسدي والأمني والسلمي والتنموي والمعيشي ... الخ من طروحات تنهمر على رؤوس البشر وبخاصة ممن بُلين بنون النسوة ، مؤكدات بأننا غير معترِضات على قضاء الله وقدره .. ولا معترضات على قواعد النحو فكل هذا خير وبركة ، ولكن جُلّ اعتراضنا على بعض السلبيات الثقافية والقانونية وما بينهما من تجاوزات تقفز عن حقوق نون النسوة كلما برزت بحق او بدون حق على منضدة صناع القرار .. أي قرار .. بما فيه قرار( شو ناكل اليوم )؟
وحتى نكون منصفات ومنصفين فلنتابع رحلة مواضيع هيئة الأمم المطروحة على الطاولة في كل عام بمناسبة الثامن من آذار للرفع من شان المرأة.. فتيمّنا بشعار الخبز والورد كل عام يتولد موضوع يترافق مع احتفالات آذار ترفعها النساء وتتابعها هدفا وعملا وإنجازا
فمثلا بعام 1996 تم طرح موضوع ( الاحتفال بالماضي والتخطيط للمستقبل) فسلسلة المواضيع المطروحة طويلة كثيرة لا سبيل لتعدادها لضيق المساحة فنتوقف عند عام 2000مثلا وهو : "النساء متحدات من اجل السلام" وانبثق عنه قرار مجلس الأمن 1325 تحت عنوان (المرأة والسلام والأمن في 31 أكتوبر 2000) حيث يعترف القرار بآثار الصراعات غير المتناسبة على النساء والفتيات ويدعو إلى اعتماد منظور النوع الاجتماعي للنظر في الاحتياجات الخاصة للنساء والفتيات أثناء الصراعات ،إعادة التوطين وإعادة التأهيل ،إعادة الإدماج وإعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع وذلك عبر مشاركة المرأة التي هي بطبيعتها صانعة سلام ..
القرار يؤكد أهمية دور المرأة في ذلك وبناء عليه رعت سمو الأميرة بسمة احتفالات اللجنة الوطنية لشؤون المرأة بيوم المرأة العالمي مركّزة على اهمية هذا القرار بحضور كوكبة من نشمياتنا الأردنيات المشاركات بقوات حفظ السلام ..
وأما بمحطة عام 2016 المتضمنة للمرحلة النهائية من اجل الإعداد لتقاسم المسافة بين الجنسين بحدود عام 2030
.. فبين الماضي والحاضر .. نتوقف شاخصين لنتائج إنجازاتنا الحقيقية :هل سيتساوى الجنسان بآذار عام 2030 كما يتساوى الليل والنهار ؟
والأجابة تقبع بين "حلم وواقع ووهم" !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :