أخر الأخبار

إخسر تربح !

28-03-2018 01:39 PM



ناديا هاشم / العالول
هل يمكن أن نخسر حتى نربح ؟ فكما نعلم أنه مقابل كل ربح يوجد خسارة والعكس صحيح ، أما أن نخسر خصيصا لكي نربح فهذه حالة نادرة لا تتحقق إلا في حالة واحدة وهي خسران الوزن الزائد الذي يؤدي بدوره لتحقيق الربح الصحي والمعنوي للإنسان .. و " إخسر تربح " هو شعار ظريف تنادي به إحدى حملات مكافحة السمنة التي يُروَّج لها في بعض البلاد العربية ، فلعل وعسى ينصاع لها كل من يعاني من السمنة المفرطة أو حتى المعتدلة عبر إتباع نظام غذائي صحي يساعد على إكتساب عادات صحية في الأكل مثل تخفيض كمية الطعام مع رفع قيمته الغذائية ، وعلى ما نعتقد أن هذا الشعار مقتبس من البرنامج الأجنبي لسباق " الخاسر الأكبر" وهو الشخص الذي يفوز على أقرانه نتيجة خسرانه أكثر عدد من الكيلوغرامات من وزنه خلال فترة زمنية معينة .. ونتيجة لهذا الوعي الإعلامي أصبح التردد على النوادي الرياضية من المتطلبات العصرية اللازمة وما يرتبط معها من لبس خاص وأحذية رياضية وأقساط ، حتى ان متخصصي الازياء ادخلوا "موضة" لبس الاحذية الرياضية الملونة ذات الاشكال المتعددة مع اثواب السهرة للسيدات " والبدلات الرسمية للرجال .. ونشاهد الآن في القنوات الفضائية العالمية مقدمي البرامج المشهورين ينتعلون حذاء رياضيا – سنيكرز – دون ان يتناقض مع زيه الرسمي فيبرز حذاء يتراوح لونه بين الأخضر او الاحمر .. وكل الألوان الفاقعة ..طبعا الى جانب اللون الابيض الازلي المخصص لتلك الأحذية .. صحيح انها تساعد على اراحة القدم في زمن تسارعت فيها الإيقاعات جميعها مرهقة الجسد والعقل معا .. ولكن الهدف الأول لهذه الشركات المخترعة والمسوقة للمودة و نيتها الاولى ليست "راحة القدم ".. وإنما لتحريك عجلة البيع والشراء لمنتوجاتها بالمقام الاول والاخير . كلها تبدو كحلقات مترابطة لعناوين تجارية هدفها تحقيق الربح المادي السريع للمساهمين فيها بداية بالدعايات المستمرة في كل مكان وزمان.. بالله عليكم حاولوا مراقبة الداخلين لقاعة عرض الأفلام – السينما- انظروا فقط لمنظر كل واحد منهم وهو يتمايل تحت ثقل - سطل البوشار- وقناني المشروبات الغازية والشيبس وألواح الشيكولاتة وكأن هذه المأكولات والمشروبات ضرورية لفهم الفيلم ! فترانا دوما نركض بإتجاهين متعاكسين بين التنحيف والتسمين نتيجة هاجسيْن أحدهما لدعايات المأكولات السريعة والبطيئة و ثانيهما لحملات مكافحة السمنة .. لا شك أن الغذاء تقوم عليه صناعات وإقتصاد ، والتنحيف تُؤسَّسس له صناعات ، وأما أمراض السمنة فتقوم عليها صناعات الأدوية وينتعش بواسطتها رزق الأطباء ..
و هكذا تدور العجلة الإقتصادية بسرعة مخيفة وأما الضحية فهو الإنسان لأنه يخسر صحته وأعصابه وماله وبعدها نقول لماذا الإنسان العصري غير مرتاح مع نفسه ؟
السبب هو أننا أصبحنا آلات بيد الأسواق ومن يقف خلف الأسواق ! وبين هذا وذاك تضيع إرادة الإنسان تحت وهج التقليد معتقدا في قرارة نفسه بأنه يملك حرية الإختيار ! hashem.nadia@gmail .com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :