أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الكآبة ليست جنونا

الكآبة ليست جنونا

14-03-2018 02:05 PM

علي القيسي

الأمراض النفسية لاتعني الجنون والاختلال العقلي، فالجسد يمرض ويمر في امراض كثيرة في حياة الشخص، فكثيرا من الامراض العضوية الفسيولوجية سببها أمراض سيكيلوجية امراض نفسية، في الوطن العربي ثمة مشكلة كبيرة يعيشها الناس رغم التطور العلمي والحضاري، مشكلة يخاف الناس من البوح فيها وهي مشكلة المرض النفسي مثل القلق والتوتر والخوف والاكتئاب.
في العالم العربي والاسلامي يخشى الشخص من المرض النفسي ويتهرب من الاعتراف فيه، ويعتبره كأنه عيبا أو عارا أو حراما ، يتهرب من الاعتراف بانه مريض مثلا في الكآبة او الهلع ، ويعتبر ذلك خصوصية بينه وبين نفسه، فهو لايذهب الى الطبيب النفسي، يخشى ان يوصم من قبل الاهل او الاصدقاء بالجنون، هناك اعتقاد خاطئ عند معظم الناس ،ان الذي يذهب الى طبيب نفسي يعتبر بنظر الآخرين مجنونا او مختلا او غير سوي ؟! وهذا من أسوأ مايواجه المجتمع العربي من انكار وعدم وعي وجهل، الرئيس الامريكي ترامب قبل شهرين وصفوه بانه غير طبيعي في ادارته لشؤون امريكا بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، اتهموه بانه يتصرف بجنون وعدم مسؤولية، في ادارته لازمات العالم، وكان الرد سريعا من ترامب حيث ذهب الى اشهر طبيب نفسي كي يتأكد من صحته النفسية والعقلية، ذهب بكل ثقة وتحدثت عن ذلك الصحافة والاعلام في امريكا وفي العالم حيث جلس مع طبيبه النفسي ثم بعد هذه الجلسة الاولى على الأرجح وقال له الطبيب : انت في صحة نفسية جيدة وليس لديك اعراض خطيرة سوى بعض التسرع واستقلالية في اتخاذ القرارت.
في الغرب ليس عيبا اوحرجا ان تذهب الى طبيب نفسي حين يشعر الشخص باعراض التعب والقلق والكآبة، فالامر طبيعي وليس قابلا
للتندر ، اما في مجتمعاتنا العربية فالامر مختلف تماما، فالشخص يعاني من مرض القلق والكآبة لسنوات طويلة ثم يتحول هذا المرض النفسي الى مرض عضوي كارتفاع ضغط الدم او السكري او القلب او المعدة والمفاصل وكل ذلك سببه عدم مراجعته لطبيب نفسي او حتى الصيدلي ليعطيه دواء القلق والكآبة .
ان حياتنا العصرية المعقدة والضاغطة هذه وفي هذا الزمن الصعب الذي يعج بالمشاكل الحياتية الكثيرة يتعرض الانسان الى امراض نفسية كثيرة نتيجة الضغوط الكبيرة الاقتصادية والعائلية والمالية وايضا حالات الفقد للأعزاء مثل الموت والمرض ،عندها يتعرض الشخص لحالات كثيرة من الحزن والالم والخوف والهلع والقلق والتوتر ، وهذه امراض نفسية تستدعي العلاج السلوكي والعلاجي، من هنا فانني انصح كل الناس ان لايُحرجوا من زيارة الطبيب النفسي حين مواجهتم لضغوط الحياة وتداعياتها لان في ذلك ثقافة وفهم ومعرفة لتلافي المرض العضوي وخطورته على الصحة العضوية والنفسية وايضا على الآخرين من حول المريض مثل أهله وأولاده الذين سيتحملون أعباء كثيرة هم في غنى عنها .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :