أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات اهمية مبادرة الرئيس الفلسطيني في مجلس الامن...

اهمية مبادرة الرئيس الفلسطيني في مجلس الامن الدولي

28-02-2018 01:59 PM


بقلم :عبدالله محمد القاق
بالرغم من معارضة بعض الفصائل الفلسطينية معارضة خطاب الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن الدولي بالاسبوع الماضي الا ان الخطاب حقق خمسة أهداف رئيسة لعل البارز منها دحض ما يحاول "فريق السلام" الأميركي ترويجه عن رفض الفلسطينيين المفاوضات لإفساح الطريق أمام طرح "خطة سلام" أحادية. فالخطاب أولا جدد التأكيد على الثوابت الفلسطينية وثانيا، اكد مجددا رفض القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وثالثا، دحض المزاعم الأميركية عن رفض الجانب الفلسطيني المفاوضات، ليشدد رابعا على كسر الاحتكار الأميركي لرعاية عملية السلام واستبداله بآلية دولية متعددة الأطراف قبل أن يقدم خامسا خارطة طريق للحل ذات 3 بنود. ولوحظ أن الإدارة الأميركية تجندت للخطاب في مقر مجلس الأمن في نيويورك بإيفاد كبير مستشاري الرئيس الأميركي ومبعوثه للسلام جاريد كوشنر ومبعوث الرئيس الأميركي للاتفاقات الدولية جيسون غرينبلات من واشنطن ليكونوا إلى جانب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي. ولمرة أخرى بدت الولايات المتحدة الأميركية ممثلة بهيلي وإسرائيل ممثلة بالمندوب الإسرائيلي معزولتين في مجلس الأمن الدولي إذا ما تمت مقارنة خطابيهما بخطابات مندوبي 14 دولة في مجلس الأمن الدولي القوا كلمات في المجلس بعد خطاب الرئيس. وبدا واضحا من الكلمتين المعدتين مسبقا لهالي ودانون استعدادهما مسبقا للهجوم على الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لافتراضهما القدوم مهاجما الولايات المتحدة. واستهلت هالي ودانون كلمتيهما بالعبارة ذاتها وهي الإشارة إلى أن الرئيس عباس غادر مباشرة بعد القاء كلمته في مجلس الأمن. وقالت هالي: "للأسف فان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفض البقاء والاستماع إلى ملاحظات الآخرين ورغم انه ليس في هذه الغرفة فإنني سأوجه ملاحظاتي له" مجددة انتقادها الحاد إلى قرار مجلس الأمن 2334 بشأن الاستيطان والى الإدارة الأميركية السابقة التي اعتبرت أنها "ارتكبت خطأ فادحا" بالسماح بتمريره. وانتقلت هالي لتوجيه الانتقاد إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات الذي وجه نصيحة لها مؤخرا بقوله "اخرسي". وقالت هالي: "لن اقبل نصيحة التي تلقيتها مؤخرا من قبل كبير المفاوضين صائب عريقات، فأنا لن اخرس وإنما سأقول الحقائق الصعبة". وعلى ذات النسق وكما قال الزميل عبد الرؤوف الارناؤط فقد قال المندوب الإسرائيلي داني دانون وهو يشاهد الرئيس عباس يغادر القاعة بعد تصفيق حاد من الحاضرين: "لقد توقعت من السيد عباس أن يبقى معنا وأن يجري حوارا ولكنه للأسف تهرب مرة أخرى، أنظروا ماذا حدث في هذه الغرفة جاء السيد عباس ووضع مطالبه على الطاولة وغادر متوقعا منكم انتم أن تحققوا النتائج، إن الأمور لا تجري بهذه الطريقة" وبدا واضحا من كلمة دانون الهجومية أنها لم تأخذ بالاعتبار ما جاء في كلمة الرئيس من عرض لخطة سلام من 3 نقاط محددة. ولكن كلمات باقي المندوبين للدول الأعضاء في مجلس الأمن جاءت مخالفة للمواقف الإسرائيلية والأميركية التي لم تأت حتى على ذكر كلمة حل الدولتين. فقد لفت المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا دي لاتر "لا يوجد بديل لحل الدولتين"، وقال: "إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس مجرد أزمة أخرى، من بين الأزمات التي تهز الشرق الأوسط: إنه أقدم نزاع في المنطقة؛ بل هو أيضا صراع، يتجاوز في بعده الرمزي وعمقه التاريخي وصداه الإقليمي، حدود إسرائيل والأراضي الفلسطينية". واضاف المندوب الفرنسي: "يستند الحل إلى مبدأ دولتين تعيشان في سلام وأمن على طول حدود آمنة ومعترف بها؛ الحدود التي رسمت على أساس خطوط العام 1967، مع تبادل متفق عليه للأراضي؛ القدس عاصمة مستقبلية لهاتين الدولتين؛ وحل منسق وواقعي وعادلا للاجئين الفلسطينيين. ويجب أن تستند أي مفاوضات إلى بارامترات متفق عليها دوليا تستند إلى القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وهذه المعايير ليست خيارات بل هي إطار التفاوض ذاته". واشار المندوبون : "إن عملية السلام في مفترق طرق وعند كل مفترق فإن هناك خيارات يجب أن تتخذ، إن وجهتنا المتفق عليها واضحة كما كانت دائما وهي حل الدولتين، ومن اجل الوصول إلى هذا الحل فإن علينا الاعتراف بالسبب الجذري لهذا الصراع وهو الاحتلال". فيما شدد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة على حل الدولتين وقال: "إن الوضع الراهن في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر، ولن يكون ممكنا التغلب على الأزمة إلا بتطبيق حل الدولتين، التي تعني التعايش السلمي والآمن بين الدولتين". مبادرة الرئيس الفلسطيني بعقد مؤتمر دولي للسلام خلق فرصة جديد لاعادة المفاوضات الى طبيعتها شرط ان تكون الدول الكبرى مشاركة بالمفاوضات بعد ان اظهرت اميركا انها مفاوض غير محايد بل منحازة لاسرائيل بعد اعترافها القدس عاصمة لا سرائيل ونقلها السفارة الاميركية الى القدس مخالفة قرارات الشرعية الدولية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :