أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات اللحظة القادمة

اللحظة القادمة

28-02-2018 01:56 PM
المحامي موسى سمحان الشيخ
قال محمود درويش يوما (لم نعد قادرين على اليأس اكثر مما يئسنا) نعم ما زال بامكان الفلسطينيين وبقوة واقتدار تدفيع العدو الصهيوني والامريكي الثمن اذا حزموا امرهم وتصدوا (لصفعة القرن) وتغول الاحتلال بانزال الهزيمة والتراجع في معسكر العدو بعيدا عن تنازلات السلطة الرسمية الفلسطينية التي هوت بالقضية الفلسطينية الى مهاوي الردى كما يقول الشعراء بحق، ميوعة القرار الفلسطيني الرسمي وعبر ربع قرن من الزمن هي عمر اتفاقية اوسلو هذه الميوعة والتهافت على حلول سرابية وهمية دفعت بعرب رسميين كثر الى رفع رايات التخلي عن القضية المركزية للامة العربية، تقول وبالفم الملآن ما زال بامكاننا المقاومة وباجتراح وحدة وطنية حقيقية بين جناحي الوطن (الضفة وغزة) واعطاء دور فاعل للشتات الفلسطيني وعرب 48 المتعطشين لاكثر من دور المتفرج نقول بامكاننا ليس قلب الطاولة فحسب على كل المتآمرين والمتخاذلين والخائفين وليس استرداد قيمة (الرقم الصعب) على حد قول المرحوم عرفات بل امكاننا ان نذهل العالم كما فعلنا في مرات كثيرة وامثلة صمود غزة في حروبها الثلاثة وصمود المقاومة في معركة الاقصى خير دليل هذا عدا عن صانعي ومفجري المولوتوف والعمليات النوعية التي تثبت في كل مرة ان هذا الضعف اضعف مما نتصور. ترامب في كل يوم بل في كل لحظة يتعمد جرح الكرامة الفلسطينية وتمريغها بالوحل من خلال انحيازه الظالم الاعمى غير المسبوق لامبراطووية الشر والعنصرية دولة العدو وآخر (مآثره) وفظاعاته بنقل السفارة في يوم نكبة فلسطين، ترى الا يستحق هذا الموقف القذر ردا عربيا يليق بمكانة القدس؟ وجه المأساة ان ترامب المكروه دوليا وعالميا والمعزول داخليا يفعل كل هذا ويؤكد كل يوم ان لديه (حلا سحريا) للصراع العربي الصهيوني وهو في حال حدوثه وقبول العرب والفلسطينيين به تنازل نهائي وتصفية شاملة للقضية الفلسطينية والثوابت الفلسطينية، يقابل الصفاقة الترامبية العامة، اصرار نتنياهو - المطلوب وبشدة لعدالة بلاده - على ابتلاع الضفة بالكامل ويعمل جاهدا في الكنيست قانونيا وعلى الارض تجريفا واخلق وقائع جيدة، ايها الناس صدقونا ان امريكا فعليا وعلى مدار السنوات الاخيرة قد ضعفت وتراجع دورها، وان دولة العدو هي في مربع الهزيمة ذاته، مثالين اثنين قريبا حدثا ويشكلا مؤشرا على تراجع دولة العدو، بلوك 9 اللبناني في حقل الغاز اياه حيث تراجعت وبهدوء امام تهديدات المقاومة اللبنانية وحزم الدولة اللبنانية، وحادث الطائرة السورية حيث خلق ميزان قوى جديد نسبيا، وكمثال خارج على ضعف هذا العدو، تهديده وحصاره لغزه وفي نفس الوقت الاكتفاء حاليا بمناوشتها دون خوض حرب رابعة يخشاها العدو تماما. قرارات امريكا الظالمة وفعل العدو اليومي الاجرامي لن يصفي القضية الفلسطينية، الا اذا سلمنا بذلك واعتبرناه قدرا او واقعا حتميا وملموسا لا يمكننا قهره والنفاذ منه، في حروب الشعوب الحقيقية وبغض النظر مرحليا عن اي ميزان للقوى، يحدث التطور والنصر بالتدريج وبالنقاط حتى اجتثاث هذا السرطان الخبيث، انها لحظة قادمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :