أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اهم الاخبار الاحتلال يفقد الأم سمعها ويحرمها من كلمة ماما

الاحتلال يفقد الأم سمعها ويحرمها من كلمة ماما

24-06-2012 07:27 PM
الشاهد -

الشاهد -

"أريد أن أسمع صوت حبيبتي حلا وهي تناديني ماما ماما، أريد أن أعرف هل تغير صوتها وكيف أصبح، وهل ما زال كما هو أو زاد جماله مع حلاوتها".. عبارة لا تفتأ ترددها سمر بلبل التي فقدت سمعها بعد معايشتها لأحد مشاهد قصف الاحتلال قبل عدة أشهر.

وتراقب بلبل بعناية وشغف كبيرين تصرفات طفلتها حلا ابنة العامين والكلمات التي تخرج من فمها هي وإخوتها أثناء لعبهم في المنزل، ويتملكها أمل كبير في أن تستعيد سمعها لتلتقط ولو نبرة من صوتها.

وفقدت بلبل (31 عامًا) سمعها بعد قصف سيارة مدنية أمام منتزه بلدية غزة في الثامن من ديسمبر من العام المنصرم، والذي أدى حينها لاستشهاد شاب وعمه وإصابة 6 أخرين.

مشهد القصف

وبدأت مأساة أسرة بلبل منذ لحظة القصف حينما كانت تمر سمر برفقة زوجها وابنهما جمال (12 عامًا) على بعد أمتار من السيارة التي قصفتها الطائرات، مما أدى إلى اصطدام رأس الأم بالأرض وفقدان أثار طفلها.

ويسرد الزوج والزميل الصحفي خالد بلبل (34 عامًا) ما أسفرت عنه الحادثة من مأساة حقيقية على مدار أشهر، ويقول "حينما فقدنا جمال ساعة القصف ظنت زوجتي أنه استشهد وأخذت تصرخ وتنادي، وأصيبت بانهيار عصبي حينما رأت أشلاء الشهداء التي حملها المواطنون من داخل وأمام مبنى المنتزه".

ويضيف "بعد لحظات أتى بعض المواطنين بجمال وقد بدا سليمًا، ولم تصدق أبدًا أنه لازال على قيد الحياة لدرجة أنها احتضنته وأخذت تبكي بشدة ورفضت الدخول في سيارة الاسعاف وعدنا إلى المنزل".

ويوضح بلبل أن زوجته بدأت تعاني بعد يومين من الحادثة من صداع وألم شديد في الرأس، وتم أخذها إلى مستشفى الشفاء لإجراء فحوصات لها بعدما اشتدت حالتها صعوبة، فلم يستطع الأطباء التعامل معها.

وزاد عجز الأطباء أن بلبل كانت تعاني من إرهاق وارتخاء كامل في الأعصاب، إضافة إلى أنها تعاني من أن صوت القصف لا زال في أذنها ومشاهد الأشلاء التي كانت تعتقد أنها لأطفال لا زالت راسخة في ذهنها.

ويتابع الزوج "حوَلها الأطباء إلى مركز غزة للصحة النفسية وأمضت فيه 10 أيام، وبعد عدة فحوصات وتدهور حالتها أفادني الأطباء أن زوجتي فقدت السمع بشكل كامل".

بارقة أمل

سبعة أشهر من فقدان بلبل للسمع كانت كفيلة بتحويل لغة أطفالها الأربعة إلى الإشارة، الأمر الذي زاد من انهيار أعصاب الأم لعجزها عن ترجمة لغة أطفالها وتلبية طلباتهم.

يقول زوجها الذي شكلت هذه الحالة عبئًا ومسئولية كبيرة عليه "عجز زوجتي عن فهم ما يقول أبنائي أتعبها كثيراً، خاصة أنهم يطلبون منها شيئاً وتعتقد أنهم يطلبوا شيئاً أخر، وهذا جعل وجودي الدائم ضرورياً بينهم".

وبعد مسيرة طويلة من التردد على مشافٍ بالضفة ومصر كلفت ألاف الدولارات، أجرت بلبل مؤخرًا عملية بمصر لزراعة قوقعة بإحدى أذنيها بتكلفة 35 ألف دولار، وشكلت بارقة أمل في استعادة ولو جزء من سمعها.

ويستحضر بلبل معاناته في مسيرة علاج زوجته، خاصة رفض الاحتلال لمرافقته إياها في الذهاب إلى مشافي الضفة، بحجة أنه تحت سن الـ35 عامًا، إضافة إلى التكاليف التي تكبدوها خلال مسيرة العلاج.

وحضرت بلبل قبل يومين من مستشفى بيت لحم بعدما تم تركيب الجهاز الداخلي الذي من المفترض أن تسمع من خلاله بعد عملية الزراعة، وقد أفادها الأطباء بأنها ستستعيد السمع عبرها بعد 40 يومًا من العملية.

ويقول زوجها "منذ اجرائها العملية وحالتها النفسية بدأت تتحسن ويتملكها في نفس الوقت لهفة شديدة لأن تمضي الأيام حتى تأتي اللحظة التي تستعيد فيها سمعها، وكلها أملها أن تسمع صوت أطفالها".





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :