أخر الأخبار

القدس

13-12-2017 02:13 PM

المحامي موسى سمحان الشيخ
لم يكن بمقدور ترامب صاحب الخيبات الامريكية وعلى كافة المستويات ان يحدث هذا التطابق المشين مع بلفور بعد مئة عام لو لم يكن واثقا ان عربا بعينهم سيكونون مطاوعين له اكثر مما ينبغي وضمن فهم عام وواضح لهشاشة النظام العربي الرسمي الذي طالما وقف على ابواب واشنطن متسولا سواء في موضوع اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة الكيان ونقل سفارته من تل ابيب الى القدس عاصمة فلسطين العربية والى لابد او في غيرها، اما وقد فعلها الرجل دون ان يرمش له عين متباهيا بانه فعل ما لم يستطع فعله كلنتون واوباما وبوش من قبلهما، وهو في الحقيقة والواقع لا يخفي مطلقا عداءه للاسلام والمسلمين وكما عبر احد مستشاريه قائلا (الاسلام ارهابي وسمة العصر وسنحاربه كما حاربنا النازية والشيوعية) هذه ببساطة ادبيات الرجل ورهطه، فماذا نحن فاعلين. العرب - في زمنهم الراهن - صنعوا مأساتهم بايديهم وجعلوا من انفسهم اضحوكة العصر وقديما قالت العرب (انت حيث تضع نفسك)، انظمة فاسدة، دكتاتورية، تقهر شعوبها حتى باللقمة المغمسة بالدم لا تؤمن ولا تقوى على مواجهة ارعن كترامب الذي استخف بفعلته الاخيرة بكل المواثيق والشرائع الدولية، معلنا انه سيقيم سفارته على ارض مسروقة في القدس الغربية وعلى مساحة 32 دونم هي املاك لمهجري فلسطين والجزء الاخر اوقاف اسلامية استولى عليها العدو بصفتها املاك غائبين في عام 1989 وتم تأجيرها لامريكا لمدة 99 سة مقابل (دولار) واحد في كل عام، حدث ذلك في اخر قرار وفي اخر يوم من ولاية الهالك رونالد ريغن وعلى يد السفير المعروف وليام بروان ومدير اراضي ما يسمى اسرائيل وتم ذلك بسرية تامة هذه السرقة المشتركة الوقحة لن تجعل حقا للسارقين معا فالقدس عبر تاريخها لم تكن سوى للعرب والعرب وحدهم بشهادة مؤرخين غربين كثر. الان نحن في وسط المعمعة وصاحب صفقة القرن يكشر عن انيابه بائعا الوهم والخذلان لبعض من باعوا انفسهم، هبت الجماهير العربية وقالت كلمتها، تكلمت الارض بالعربي ولو في الحد الادنى. المطلوب الحقيقي، ليس الغاء المعاهدات او طرد السفراء او استدعاء السفراء من لدن واشنطن، وهذه كلها لن يفعلها اي من ولاة امر العرب، عشاق التسوية ودعاة التفاوض وحل الدولتين رغم افلاسهم التام سيعودون للطاولة من جديد، الامل يكمن في تفجير انتفاضة ثالثة باسناد فاعل وحقيقي من الفصائل الفلسطينية المسلحة ومدعومين بوحدة وطنية حقيقية ومن ورائهم الشعوب العربية واحرار العالم كحاضنة للنضال الفلسطيني الذي لن يسترد ميلمترا واحدا بالتفاوض او الاستجداء. ما زال في هذه الامة خير، وما زال لديها ما تعطيه لفلسطين وغير فلسطين المطلوب الاستمرار في الفعل والتصدي وليس ردات الفعل وتسجيل المواقف من باب رفع العتب وعلى عينك يا تاجر.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :