أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات لبنان يحتفل باستقلاله ال 74

لبنان يحتفل باستقلاله ال 74

29-11-2017 12:12 PM

بقلم : عبدالله محمد القاق

احتفل لبنان بالذكرى 74 لاستقلال هذه السنة في ظلّ وضعٍ غامض حيال مستقبل العلاقات السياسية بين مختلف الفرقاء السياسيين في ضوء استقالة الحريري ومصيرها، وبالتالي مصير الحكومة في موازاة ارتفاع حدة التوتر السعودي ـ الايراني والتهديدات الاميركية ـ الاسرائيلية. لكنّ لبنان يعوّل كثيراً على الوحدة الوطنية التي يشكّل العيد اليوم مناسبةً لانطلاقتها على أسسٍ جديدة تبقى رهنَ قدرةِ الحكم على خلقِ مناخات تسمح بها، وأبرزُها إبعاد لبنان عن النزاعات وسياسة المحاور…
ولاحظت مراجع سياسية متفائلة بتسويةٍ للوضع الحكومي، مؤشّرات الى تنشيط العلاقات اللبنانية ـ السعودية ، وذلك في ضوء برقية خادِم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للتهنئة بالاستقلال، وكذلك برقيّة وليّ العهد الامير محمد بن سلمان التي تمنّى فيها «للحكومة والشعب اللبناني المزيدَ من التقدم والازدهار»، وذلك بعد مجيء السفير السعودي وليد اليعقوب الى لبنان. وتوقّفَت المراجع السياسية باهتمام كبيرعند الدورَين المصري والفرنسي لحلّ الأزمة المستجدة، عبر الدفع في اتّجاه معالجة اسباب استقالة الحريري وإعادة تطبيع الوضع الحكومي، فيَستمرّ الحريري على رأس الحكومة بما يُجنّب لبنان فراغاً حكومياً لأنّه قد يكون متعذّراً حصول اتّفاق بين الأفرقاء السياسيين على تأليف حكومة جديدة، خصوصاً إذا أصرّ البعض على أن لا تكون هذه الحكومة سياسية وتضمّ وزراءَ من التكنوقراط، أو سياسية ولا تضمّ كلّ المكوّنات السياسية. وكذلك توقّفَت المراجع نفسُها عند تأكيد الرئيس الاميركي دونالد ترامب في برقيتيه الى عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري انّ لبنان «شريك قوي» للولايات المتحدة الاميركية «في مواجهة تهديد الارهاب والتطرّف العنيف». مؤكّداً وقوفَه «بثبات مع لبنان» ومواصلة «دعمِ جهود بلدِكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته».
في هذا الوقت، أكّد عون في الرسالة التي وجّهها الى اللبنانيين عشيّة عيد الاستقلال انّ «ما تلقّاه لبنان هو تداعيات الصدامات وشظايا الانفجارات ولا شيء ينفَع في معالجة التداعيات إنْ لم يقفل باب النزاعات، ولكنّه في كلّ الحالات لن ينصاع الى أيّ رأي أو نصيحة أو قرار يَدفعه في اتّجاه فتنة داخلية». وقال: «تأتي الأزمة الحكومية الأخيرة والإشكالية التي أحاطتها، فصحيح أنّها عبَرت، إلّا أنّها قطعاً لم تكن قضيّة عابرة لأنّها شكّلت للحكم وللشعب اللبناني اختباراً صادماً وتحدّياً بحجم القضايا الوطنية الكبرى يستحيل إغفالها والسكوتُ عنها». وسأل: «هل كان يجوز التغاضي عن مسألة واجب وطنيّ فُرضَ علينا لاستعادة رئيس حكومتِنا إلى بلدِه لأداء ما يوجبه عليه الدستور والعرف استقالة أو عدمها وعلى أرض لبنان؟». وتوجّه عون الى «الأشقّاء العرب»، قائلاً إنّ «التعاطي مع لبنان يحتاج الى كثير من الحكمة والتعقّل، وخلاف ذلك هو دفعٌ له في اتّجاه النار، وعلى الرغم من كلّ ما حصَل لا تزال آمالنا معقودة على جامعة الدول العربية بأن تتّخذ المبادرة انطلاقاً من مبادئ ميثاقِها وأهدافه وروحيته فتحفظ نفسَها والدولَ الأعضاء فيها، وتنقِذ إنسانَها وسيادتها واستقلالها».
وعشية عودته الى بيروت حيث اقيم له استقبال شعبي في «بيت الوسط» بعد ان شارك في عرض الاستقلال وتقبّلِ التهانئ، انتقلَ الحريري من باريس الى القاهرة حيث اجرى محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية تناوَلت آخرَ التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية. وكان لافتاً استقبالُ السيسي الحريري بحرارةٍ عند مدخل القصر، وعقِد اجتماعٌ حضَره وزير الخارجية سامح شكري ومدير المخابرات خالد فوزي ومدير مكتب الرئيس المصري اللواء عباس كامل. وأعقبَ هذا الاجتماع خلوةٌ بين السيسي والحريري تلتها مأدبةُ عشاء تكريمية أقامها الرئيس المصري على شرف ضيفه.
وبَعد اللقاء، شكرَ الحريري للرئيس المصري «استضافتَه لي في مصر والعشاء الذي أقامه، حيث كان لنا حديثٌ طويل مبنيّ على استقرار لبنان وضرورة أن يكون هناك في لبنان والمنطقة نأيٌ بالنفس عن كلّ السياسات الإقليمية».وأضاف: «أشكر مِصر على دعمها وأشكر الرئيسَ السيسي على دعمه للبنان واستقراره، وإنْ شاء الله يكون عيد الاستقلال غداً (اليوم) في لبنان عيداً لجميع اللبنانيين. وكما قلت في باريس فإنّني سأعلن موقفي السياسي في لبنان، ولن أتحدّث الآن في السياسة».
وكانت الجهود قد انصبّت طوال الايام الثلاثة الماضيةقبل الاستقلال على خلقِ مناخ جديد وحلِّ الأزمة القائمة، وتولّت الديبلوماسية الفرنسية هذه المساعي، سواء من خلال الرئيس ايمانويل ماكرون شخصياً أو من خلال وزارة الخارجية وسفراء فرنسا في المنطقة، إضافةً الى الامم المتحدة والولايات المتحدة. وقال دبلوماسيون ل – الشاهد -انّ الاتصال الذي أجراه ماكرون بنظيره الايراني الشيخ حسن روحاني «كان إيجابياً، لكنّ الجانب الفرنسي يريد ضمانَ المرشد الأعلى للثورة الاسلامية السيّد علي خامنئي الذي يمسِك بالقرار الايراني في المنطقة».! وقالت هذه المصادر إنّ السفير الفرنسي في طهران «تمكّنَ من الاطّلاع على الموقف الايراني الحقيقي وهو انّه لا يتدخّل في شؤون «حزب الله» وعلى الحزب ان يقرّر مدى ضرورة مشاركتِه في حروب المنطقة ضد الإرهاب أو الاكتفاء بالساحة اللبنانية ضد إسرائيل فقط». .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :