أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة هل نجح مؤتمر سوتشي في وضع تصور للحل السياسي...

هل نجح مؤتمر سوتشي في وضع تصور للحل السياسي للحفاظ على وحدة الاراضي السورية

29-11-2017 11:27 AM
الشاهد -

انشاء مناطق لخفض التوتر في عدد من المحافظات اسهم في نجاح المفاوضات ووقف اراقة الدماء

الاتفاق يتضمن اللجوء الى صياغة د ستور وانتخابات برلمانية ورئاسية باشراف دولي

الشاهد : عبدالله محمد القاق

منذ إعلان البيان الختامي لقمة "سوتشي" تنافست بعض الدول في الاحتفاء بنتائج القمة، ونجاح زعماء الدول الثلاث تركيا، وروسيا، وإيران، في التوصل إلى اتفاق يشدد على أهمية الحل السياسي في سوريا ووحدة أراضيها. فقمة الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني،تشبه بـ "مؤتمر يالطا" عام 1945 مع نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث تم توقيع اتفاقية بين الأقطاب السياسية حينها الاتحاد السوفيتي بزعامة جوزيف ستالين، وبريطانيا بزعامة ونستون تشرشل، والولايات المتحدة بزعامة فرانكلين روزفلت. وقالت الصحيفة البريطانية إن "الاتفاق الذي توصل إليه الرؤساء في سوتشي يعد لحظة فارقة كيوم عقد اتفاقية يالطا"، حين تمت مناقشة كيفية محاكمة أعضاء الحزب النازي في ألمانيا، وتقديمهم مجرمي حرب. أما وكالة "بلومبرغ" الأمريكية فنقلت عن الرئيس الروسي القول، إن "قمة سوتشي كشفت عن فرصة حقيقية لإنهاء الحرب القائمة في سوريا، ووقف إراقة الدماء السائلة منذ نحو 6 أعوام ونصف العام". واعتبرت الاوساط الاوروبية أن "الحل السياسي" بعد "سوتشي" أصبح أساسا لحل الأزمة، وذلك بناء على تأكيدات بوتين، وإعلانه الالتزام بعملية تتضمن اللجوء إلى صياغة دستور سوري جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا. وفي السياق، أشادت صحيفة "نيويورك" تايمز الأمريكية بما توصلت إليه قمة "سوتشي"، واتفاق الرؤساء الثلاثة على أن يكون "الهيكل المستقبلي للدولة السورية" محور مؤتمر للحوار الوطني السوري. ورأى المراقبون ا أن أسباب الاحتفاء بالقمة، نابعة من ظهور مؤشرات على موافقة الرئيس السوري بشار الأسد حول فكرة المؤتمر أي ما يعزز من إمكانية تنفيذ الحلول المطروحة والمتفق عليها مع زعيمي تركيا وإيران. عقدت قمة "سوتشي" والواقع انه بعد يومين من لقاء جمع بوتين بالأسد في سوتشي، وإجراء الأول اتصالات هاتفية بزعماء كل من الولايات المتحدة، والسعودية، وقطر، ومصر، إسرائيل هذا ودعت قمة سوتشي الثلاثية الخاصة بسوريا التي عقدت أمس الأربعاء، ممثلي النظام السوري والمعارضة إلى المشاركة البناءة في "مؤتمر الحوار الوطني السوري" الذي سيعقد قريبا. وقال البيان الختامي إن "رؤساء الدول الثلاث يؤكدون أن إنشاء مناطق خفض التوتر وأي مبادرة سياسية لحل النزاع السوري، لن تخل بأي شكل من الأشكال بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها". وأضاف أن "وهؤلاء الرؤساء الثلاثة اتفقوا على مساعدة السوريين في إيجاد حل سياسي للنزاع، يتضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف أممي، ويفضي إلى صياغة دستور يحظى بتأييد الشعب". وأشار البيان الختامي إلى أن رؤساء تركيا وروسيا وإيران "وجهوا دعوة لممثلي الحكومة السورية (النظام) والمعارضة الملتزمة بوحدة البلاد، للمشاركة البناءة في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيعقد قريبا (دون تحديد موعد له). وتختلف هذه القمة عن سابقاتها في ظروفها وملابساتها، فتأتي مع انتهاء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في كل معاقله الرئيسية في سوريا -كما في العراق-، وهو ما يجعل الحديث عن حل سياسي في سوريا وبلورة خطوطه العريضة واقعيا وفق ما يقول المحلل السياسي الروسي ألكسي مالاشينكو. ويضيف مالاشينكو أن روسيا تريد من خلال القمة إيجاد حلفاء في مؤتمر جنيف المقبل، والاتفاق حول عقد "مؤتمر للحوار الوطني السوري" في سوتشي يجمع الحكومة والمعارضة السوريتين والذي تتحفظ عليه أنقرة، في وقت تتمسك المعارضة بعملية جنيف وترفض هذا المؤتمروستدفع تركيا في اتجاه قبول طرفي التفاوض لترتيبات عسكرية تتعلق بـ وحدات حماية الشعب الكردية (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري) خاصة في عفرين، وهو الآن المطلب الأساسي لها لما يشكله من تهديد للأمن القومي التركي، مقابل التخلي عن بعض الشروط والمطالب وتؤشر المحطات المتقاربة والحراك السياسي الكبير خلال الأيام الماضية على أن الحل السياسي في سوريا بدأ يتبلور بناء على المعطيات الميدانية، أهمها هزيمة تنظيم الدولة والمواقف التي تبعته، خصوصا التفاهمات الأميركية الروسية التي أعلنت قبل أيام وأكدت على أولوية الحل السياسي. وهذه التحركات المكثفة مع الدول الفاعلة في الأزمة تشي بأن الكرملين يسعى لإنضاج الحل السياسي في أقرب وقت، بعد أن انتهت المعركة الرئيسية مع تنظيم الدولة، وهو ما أشار إليه بوتين خلال لقائه الأسد. كماجاء اجتماع الرياض الذي عقد من 22 إلى 24 من الشهر الجاري في الرياض ، واستقالات عشرة من أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات بينهم رئيسها رياض حجاب والناطق الرسمي باسمها، ضمن سياق التجاذبات حول مجريات الحل السياسي وخطوطه العريضة التي تتبلور. ووفقا لمتابعين، فإنه اعاد مؤتمر "الرياض 2" هيكلة الهيئة العليا للمفاوضات بشكل جديد ليضم منصتي القاهرة وموسكو ومستقلين، ولتكون هذه الهيئة الطرف المفاوض الوحيد بمؤتمر جنيف المقرر يوم 28 من نفس الشهر. وتسعى روسيا إلى إعادة ترتيب بيت المعارضة السورية بمؤتمر جنيف في اتجاه قبول طروحاتها التي تصب في مصلحة الأسد باعتباره -وفق الروس- قد حقق مكاسب ميدانية مهمة إضافة إلى التغيرات في مواقف الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية، بما يجعل التفاوض على الحل أقرب إلى رؤية موسكو. ويتوقع محللون ألا يحقق مؤتمر جنيف المقبل اختراقا كبيرا في مسألة الحل السياسي، لكنه سيضع الخطوط العريضة، تحت ضغط مخرجات مؤتمر سوتشي والمسارات السياسية الأخرى كأستانا أو "مؤتمر شعوب سوريا" وكلها أوراق روسية بديلة ولعل اعلان روسيا قرب انسحاب بعض من قواتها المرابظة قي سورية من شأنه ان يخفف الضغظ على المواطنين السوريين الامر الذي يهدف الى اشاعة الاستقرار والانتقال للتمهيد لاجراءانتخابات للحكم الانتقالي المزمع اجراؤه في سوريةخلال العام المقبل !





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :