أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات المشاركة النظيفة في الانتخابات

المشاركة النظيفة في الانتخابات

19-01-2013 03:44 PM

د. محمد طالب عبيدات
ونحن اذ نتفيّأ ظلال الانتخابات النيابية ونؤسس لمرحلة تغيير واصلاح شامل، ونعيش مرحلة الدعاية الانتخابية للترويج للمرشحين وفق قانون الانتخاب، في ذات الوقت نعيش حراكاً اجتماعياً وسياسياً وحتى اقتصادياً ولا أحلى، فاللقاءات النيابية والحوارات السياسية والفعاليات وافتتاح المقار الانتخابية هنا وهناك، حيث الكل يدعو الى المشاركة بالانتخابات ويعتبرون صوت الناخب هو الأهم لبلورة مجلس نيابي قوي وفاعل ومؤثّر ومتناغم مع الجهود والرؤى الاصلاحية التي يقودها جلالة الملك المعظم.
لكننا في ذات الوقت نسعى لتأطير نوعية المشاركة التي نريد نحو الايجابية والنظافة، فالمشاركة أنواع فمنها الايجابية والسلبية والنظيفة والعفنة، حيث هنالك كثير من التحذيرات من تدخّل المال السياسي العفن والأسود في الانتخابات والذي يعتبر فيروس العملية الانتخابية لأنه يحوّل التنافسية الشريفة الى بيع وشراء ضمائر وبه لا تستقيم الأمور بل تسير بالطريق العكسي. والأخطر من المال السياسي أيضاً الوعود الانتخابية المستقبلية ورشاوي الانتخابات بالوعود الكاذبة كالتوظيف والمناصب العليا وغيرها.
لقد أطلقت من على صفحتي في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك مبادرة “المشاركة النظيفة” والتي تهدف للترويج والحوار لاختيار المرشح الكفؤ والأفضل لخدمة الوطن بناء على معايير وأسس أساسها الكفاءة والاستحقاق بجدارة والانتماء الصادق للوطن بالعمل وبعيداً عن الشعارات البراقة أو الجوفاء وبعيداً عن المحسوبية أو الفزعة أو الشللية أو المال السياسي أو الرشى الوظيفية أو غيرها، اضافة للابتعاد عن انتخاب كل من لديه شبهة فساد أو تورّط مالي أو أي تاريخ سلبي، وتأطير ذلك من خلال ميثاق شرف اجتماعي يجرّم كل الناخبين الذين سيعطون أصواتهم لغير المترشحين النظيفين أو من يؤشّر عليهم بتهم الفساد لغايات ايجاد مجلس نيابي نظيف قلبه على الوطن ويؤسس لعمل تشريعي مؤسسي منظّم نظيف دون مصالح أو بزنس ويعظّم المصالح العامة على الخاصة.
وفي خضم وجود مترشحين على الدوائر المحلية وقوائم الوطن وتزاحم الأقدام على الصوت الانتخابي، وتعدد وسائل التواصل بين المترشحين والناخبين، وكفاءة البعض في التمثيل والمراوغة، ربما تكون واقعية الطرح لموضوع الصوت النظيف للمرشح النظيف صعبة المنال الا أن تحكيم الضمير الحي في الوطن سيكون الفيصل الذي يعزز اعطاء هذا الصوت للمرشح النظيف لتكون المشاركة الانتخابية نظيفة بحق.
ولعل ما نشاهده من بهرجة وتلميع وتلوّن ومجاملات ووسائل حيلة عند بعض المترشحين، وما نشاهده من شعارات جوفاء دون مضمون وعبارات رنانة على الآرمات الانتخابية، يعقّد مسألة اختيار المرشّح الأفضل للوطن للمشاركة النظيفة، لكن مسيرة المترشحين يفترض أن تعطي للناخبين مؤشرات حقيقية عن كل مترشح ليستحق الصوت الانتخابي أم لا.
لقد سئمت الناس وملّت من كثرة تكرار أخطائهم لاختيار الممثلين الأقوياء والشرفاء لهم، والكيّس من تعلّم من أخطائه وأخطاء الآخرين، ولن ينفع الندم هذه المرّة، وحان الوقت لنكون صادقين مع أنفسنا دون مواربة أو مجاملة بحق الوطن وواجبه علينا، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فكيف وان لُدغ أكثر من بضع مرات وكان هو السبب الرئيس في وصوله لهذه الحالة؟ فكيفما تكونوا يولّى عليكم، وهذه صنائع أنفسكم، والا فالمشكلة الحقيقية تكون عند المواطن نفسه! وبالطبع من هنا تبدأ عملية مكافحة الفساد الحقيقية أي بجديّة المواطن نفسه قبل الدولة.
بصراحة أكثر نحن لا نريد أن نضحك على أنفسنا وننتخب ذات الوجوه نفسها، ونعود بعد انتهاء الانتخابات ليعاود البعض بالمطالبة بالتغيير، فأنتم تمتلكون الآن فرصة وأدوات وسلاح التغيير الأهم هذه الأيام لافراز النواب الأقوياء تحت القبة من خلال الادلاء بأصوات نظيفة دون تأثير المال السياسي أو الضغط الاجتماعي أو أدوات التمثيل الفني لبعض المترشحين عليكم لغايات اختيار النواب النظيفين ولتكون المشاركة الانتخابية نظيفة ناصعة البياض ونبرئ ذمتنا بحق الوطن الأشم.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :