أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة وانتصر العراقيون على الدواعش الارهابيين في...

وانتصر العراقيون على الدواعش الارهابيين في الموصل….

19-07-2017 12:01 PM
الشاهد -

جهود دولية لاعادة بناء الموصل والكويت تتعهد بعقد مؤتمر في اراضها قريبا

المطلوب ابعاد الطائقية والتحلي بالحكمة واالصبر في مكافحة الارهاب من جذوره

الشاهد : عبدالله محمد القاق

في وقت تلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التهاني من قادة عرب وأجانب بعد إعلانه النصر على تظيم «داعش»الارهابي في الموصل اعلن ان حوالي 47 صحفيا اسشهدوا في معركة الموصل الذي استغرقت ثلاث سنوات وخسر الجيش العراقي كثر مما خسره المدنيون لاستعادة هذه المدينة التي دمرها الداعشيون المجرمون ، لكن قائد التحالف الدولي الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند لجَمَ اندفاعة النصر حين أشار إلى جيوب لـ «داعش» في الموصل تحتاج أسابيع للقضاء عليها إذا لم تحدث مفاجآت، وفي قوله إن المعركة تتطلب أيضاً تحرير تلعفر والحويجة وما تبقى من الأنبار القائم وعانة وراوة)).

ولكن مشهد المدينة المدمرة يؤشر إلى مسؤولية نوري المالكي وضباطه الذين انكفأوا إلى حقدهم المحدود الأفق والقيادة الأميركية التي لم تقدّر عواقب سياسة المالكي الطائفية المؤدية إلى «انفصال» معظم العراق عن الدولة المركزية وتهديد بغداد بالسقوط. هذا الدمار العظيم يحكم بالإعدام السياسي على المتسببين به، ويدعو العبادي وقادة العراق الموالين والمعارضين إلى التحلي بالحكمة.
الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب هي التي حررت الموصل ولم يشارك «الحشد الشعبي» أو لم يسمح له بالاشتراك. لكن اللافت هو كلام كل من قاسم سليماني والسيد حسن نصرالله اللذين شكرا المرجع الشيعي السيد علي السيستاني على تحقيق النصر في الموصل، في تذكير بفتواه التي أدت إلى تشكيل قوات الحشد الشعبي. كلام سليماني ونصرالله يعبر عن ميل إيراني إلى تحويل الجيوش فرقاً عقائدية، بحيث يتحلى الجندي بمعنويات دينية ويتخلى عن معنوياته الوطنية المرتبطة بالدولة الحديثة. بذلك تتجهز الفرق العقائدية لحروب داخل الوطن وخارجه في مواجهة مسلحين ينتمون إلى عقائد مختلفة أو معارضة أو معادية. وليست إيران وأنصارها وحدهم من يذهبون هذا المذهب في تكوين الجيوش، بل إن تركيا أردوغان التي تضم جيشاً من الأكثر عدداً وعدة في حلف الأطلسي تريد إدخال آلاف رجال الدين إلى المؤسسة العسكرية لتطويعها معنوياً في إطار الإسلام السياسي بحسب أيديولوجيا «الإخوان المسلمين»، لتؤدي وظيفة جيش السلطان العثماني الجديد داخل الدولة التركية وخارجها.
الحرب على «داعش» في ما تبقى من مناطق وجوده في العراق وفي سورية، تتطلب من قادة البلدين في الحكم والمعارضة توجيه الشكر الذي نسي البعض توجيهه إلى الأميركيين، فهم الذين ساهموا بالطيران وبالمراقبة وبالاستخبارات في الهزائم المتلاحقة للتنظيم الإرهابي.
ولا تزال الحرب بعيدة من نهاياتها كما يقول الجنرال تاونسند، ما يستدعي المحافظة على أوسع نطاق من التحالفات للوصول إلى نزع الإرهاب من جذوره لئلا ينبت خلفاء للبغدادي ولتنظيمه. وهذا يتطلب، في حال العراق، مساراً سياسياً يستند إلى المشاعر والمصالح الوطنية المشتركة الطالعة من مآسي الحروب الدينية والعشائرية المجانية. ثمة مشتركات جامعة بين العراقيين أكثر أهمية من المشتركات الفرعية بين كل جماعة وشبيهتها في العصبية الدينية في دولة قريبة أو بعيدة.
وفي حين تُحسب للحكومة العراقية قدرتها -كما يقول الكاتب محمد علي فرحات- على الجمع بين النفوذين المتناقضين الأميركي والإيراني، المطلوب اعتماد هذه المهارة السياسية في إقناع الدول المجاورة ذات النفوذ بتوجيه مطالبها إلى الحكومة المركزية العراقية وحصر العلاقة بها، وأن يترك العراقيون ليرمموا ما يجمعهم ويستعيدوا نتف المشاعر الوطنية المحطمة لإعادة تكوينها والاستناد إليها لإصلاح الحاضر والتخطيط لمستقبل أفضل.
ولا شك ان معظم العراقيين يقدِّرون عالياً شجاعة الذين تصدوا للجماعات الإرهابية وتضحياتهم الكبيرة، لكن إصرارهم على البقاء مسلحين واعتقادهم بأن دفاعهم يؤهلهم لأن يلعبوا دورًا سياسياً يجعل كثيرين يشككون في أنهم كانوا منـذ البـداية يحاولون استغلال الظرف العصيب الذي ضعفت فيه الدولة لتحقيق مكاسب سياسية وسلطوية. ومن الظواهر التي فرزتها هذه الحالة الشاذة بروز دجالين يخدعون الناس ويسلبون ممتلكاتهم تحت مدعيات عدة. وتحت يافطة «الحشد»، نشطت الميليشيات التي كانت قد تحولت «رسمياً» إلى أحزاب أو منظمات سياسية، وأعادت تشكيل نفسها عسكريًا وأخذت تعمل علناً وتضع لافتاتها وصور قادتها وقتلاها في شوارع العاصمة وبقية المدن، وبعضها يرفع صور الزعيم الإيراني علي خامنئي بلا خجل من إعلان تبعيته لدولة أجنبية. وبعدما اصبح «الحشد» مؤسسة رسمية وصدر له قانون، اصبح عمل هذه الميليشيات علنياً إذ أخذت تسيِّر الدوريات رافعة لافتة «رئاسة الوزراء» وإلى جانبها أحياناً صورة خامنئي. إن من هزم داعش هو الجيش العراقي الذي نفض عنه غبار هزيمة 10 حزيران 2014 وتحلى بأعلى درجات الانضباط والروح الوطنية بعدما تولى قيادته ضباط أكفاء هدفهم الأساس بناء دولة قوية تحمي حدودها ومواطنيها. ومن الضروري عدم نسيان مواقف الدول الصديقة التي قدمت للعراق المال والسلاح والخبرات العسكرية والدعم السياسي. لكن النصر الذي حققه تلاحم الجيش والشعب ستذروه الرياح ويتحول وبالاً إن لم تتكاتف الجهود لنزع عسكرة المجتمع ولجم المتصيدين في الماء العكر الذين ربطوا وجودهم باستمرار الظروف الاستثنائية التي يجب أن تزول كي يعود العراق دولة مستقرة تلعب دوراً إيجابياً بين دول العالم لقد دمر الداعشيون البنى التتية والمساحد والمرافق التاريخية والمصانع والمباني الاثرية التي تحتاج الى مائة مليار دولار لاعادة بناء ما دمرته هذه الحرب . ولعل دعوة الكويت الى عقد مؤتمر دولي في اراضيها قريبا لبحث دعم من شأنه ان يسهم اسهاما كبيرا في مشاركة دول العالم في بناء الموصل واعادة المهجرين الى سكناهم في انحاء متعددة من الموصل ويشكل تطورا ملحوظا خاصة بعداعلان رئيس الوزراء العبادي النصر المؤزر على الدواعش المجرمين والارهابيين .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :