أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة قطر اكدت على اهمية تضافر الجهود على محاربة...

قطر اكدت على اهمية تضافر الجهود على محاربة التطرف ومكافحة الارهاب

12-07-2017 12:44 PM
الشاهد -

وساطة الكويت تُبعد شبح التصعيد عن منطقة الخليج

الشاهد - عبدالله القاق

نجحت الديبلوماسية الكويتية المكثفة في إبقاء الخلاف بين الدول العربية الأربع وقطر «بعيداً عن التصعيد»، الأمر الذي تأكد من خلال البيان المشترك الصادر عن اجتماع وزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر والبحرين في القاهرة، مع ترك الباب مفتوحاً أمام التشاور والحوار، تحت سقف الوسيط الكويتي المدعوم عربياً وإقليمياً ودولياً، في ظل التشديد على محاربة الإرهاب والتطرف ومكافحة تمويلهما، وهو ما لا تعارضه الدوحة شرط تقديم أدلة وإثباتات في هذا الشأن حتى يتسنى لها ملاحقة المتورطين سواء كانوا أفراداً أو منظمات.

وفي سياق الجهود المتواصلة، تلقى سمو امير الكويت الشيخ صباح الأحمد ، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، جرى خلاله بحث آخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.
وفي البيان المشترك الذي صدر عقب الاجتماع الرباعي لوزراء الخارجية في القاهرة الذي استمر نحو أربع ساعات، ، أكدت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، أهمية الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية واتفاقيات مكافحة الارهاب الدولي.
وأعربت الدول الاربع، في البيان الذي تلاه وزير الخارجية المصري سامح شكري، عن الأسف لما اظهره «الرد السلبي» الوارد من قطر، مؤكدة في الوقت نفسه تقديمها «جزيل الشكر والتقدير» إلى سمو أمير الكويت على مساعيه وجهوده لحل الأزمة، على أن تعقد اجتماعها الوزاري المقبل في البحرين.
وأشارت إلى «حرصها الكامل على أهمية العلاقة بين الشعوب العربية والتقدير العميق للشعب القطري الشقيق»، معربة عن الأمل في أن «تتغلب الحكمة وتتخذ دولة قطر القرار الصائب».
وشددت الدول الأربع على أن موقفها يستند على المواثيق الدولية والقانون الدولي، مؤكدة ضرورة الالتزام بمكافحة الإرهاب وإيقاف خطابات الكراهية، وكذلك التزام قطر باتفاق الرياض العام 2014.
ورأى مراقبون خليجيون أن «دعوة الدول الأربع للالتزام ببيان الرياض 2014 عامل إيجابي، كون السلطة القطرية أعلنت مراراً انها تؤيد اتفاق الرياض، موضحين أنه في ما يتعلق بموضوع مكافحة الإرهاب، يمكن التوصل إلى اتفاق مشترك على أساس كل حالة على حدة.
وأكد المراقبون أن قطر مستعدة للتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي،»تحت مظلة الكويت»، في مكافحة الإرهاب، فور تقديم أدلة ومعطيات وبراهين تتعلق بأشخاص أو تنظيمات وكيانات متورطة بالإرهاب.

وحسب المراقبين، فإن استعداد قطر للتعاون في مكافحة الإرهاب، يقابله رفض من قبلها لمناقشة أي أمور تتعلق بالسيادة على غرار التدخل في العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى أو رسم سياساتها الخارجية.
وأكد المراقبون أن الدور الكويتي مستمر في تقريب وجهات النظر والبحث عن قواسم مشتركة لإعادة اللحمة ورأب الصدع، لافتين إلى تركيز الوساطة الكويتية والدول الداعمة لها، خاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، على ضرورة عدم التصعيد وإيجاد حلول سياسية عن طريق التفاوض والحوار.
وفي حين وصف شكري، في المؤتمر الصحافي المشترك، رد قطر بأنه «سلبي» و«يفتقر إلى أي مضمون»، أكد نظيره السعودي عادل الجبير أن المقاطعة السياسية والاقتصادية ستستمر إلى أن تعدل قطر سياستها إلى الأفضل، معرباً عن أمله أن تبقى تركيا على الحياد، وواصفاً إيران بأنها «الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم».
في المقابل، دعا وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى «الحوار» لحل الأزمة.
وقال في كلمة أمام معهد تشاتام هاوس في لندن، «نرحب بأي جهود جدية لحل خلافاتنا مع جيراننا»، لكن «لا نقبل التدخل في شؤوننا»، معتبراً أن الدول الأربع عليها أن تتحرك أولاً باتجاه الحوار.
وأضاف أن المطالب التي قدمتها الدول الأربع «تُعتبر إهانة لأي دولة»، لكن دراستها من قبل قطر جاء بدافع احترامها سمو أمير الكويت. هذا وأكدت مصادر خليجية أن الوساطات لعودة العلاقات الطبيعية مع قطر معلقة حتى إشعار آخر وحتى تعدل الدوحة سياستها وتفي وعودها الى دول الخليج. في وقت أكدت الرياض وأبو ظبي رفع التنسيق بينهما لتعزيز العمل الخليجي المشترك. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استقبل في جدة، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، وتم البحث في «تعزيز العلاقات الأخوية الراسخة التي تستند إلى إرادة قوية ومشتركة لكل ما فيه خير البلدين، ومصلحة مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، وذلك وفق وكالة الأنباء الإماراتية. وتناولت المحادثات تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة وأهمية تكاتف الجهود وتفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة مختلف التحديات وفي مقدمها التدخلات الإقليمية العدوانية وأخطار العنف والتطرف وأعمال التنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وتأتي زيارة ولي عهد أبو ظبي السعودية، بعد ثلاثة أيام على زيارة أمير قطر الكويت، والتي بحث خلالها وساطة كويتية لحل الخلاف الخليجي، بعد التصريحات التي أطلقها أخيراً واعتُبرت إساءة الى دول مجلس التعاون، وتضمنت إشادة بالدور الإيراني في المنطقة. ولم تتبلور في الكويت حتى الآن، بنود الوساطة، والأسس التي ستبنى عليها. وسبق للكويت أن توسطت وأعادت العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين وبين قطر بعد الخلافات التي استمرت ٨ شهور في ٢٠١٤، وتمت معها عودة سفراء الدول الثلاث الى الدوحة، بعد التعهد القطري بالعمل لمصلحة مجلس التعاون الخليجي. وركزت وسائل إعلام قطرية أمس، على قرصنة البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي لدى واشنطن وروجت أنه يحوي رسائل سياسية، كما تعرض وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة لمحاولة اختراق حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في خطوة رآها مراقبون بأنها هجمة تستهدف التأثير في الإمارات والتغطية على الأزمة الخليجة مع قطر.
هذاو قطعت المملكة العربية السعودية وثلاثة من حلفائها العرب العلاقات الدبلوماسية مع قطر الماضي، فقد اعد القسم السياسي في وكالة "بلومبرغ" الأمريكية تقريراً حول هذه الأزمة وتناولها من خلال عدة محاور: قال التقرير إنها في الغالب إيران، ولكن هناك أشياء أخرى. وكانت وكالة الأنباء القطرية قد نقلت تصريحات منسوبة إلى حاكم قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تنتقد المواقف الخليجية ضد إيران، وسرعان ما حذف المسؤولون القطريون التعليقات، وألقوا باللائمة على قراصنة، وناشدوا الهدوء. وكان السعوديون قد اتهموا قطر، بدعم "الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران" العاملة في المقاطعة الشرقية للبحرين. كما أنهم اتهموها أيضاً بدعم "الجماعات الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة"، بما في ذلك جماعة "الإخوان المسلمين" وتنظيمي "داعش" و"القاعدة". يؤكد التقرير أن درجة حرارة التوتر ارتفعت بشكل ملحوظ بعد زيارة ترامب. ووصف الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إيران بأنها الراعي الرئيس للإرهاب في العالم، كما اتهمت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، قطر بمحاولة تقويض الجهود الرامية إلى عزل الجمهورية الإسلامية. وهاجمت الصحف ورجال الدين وحتى المشاهير الشيخ تميم القطري. وقالت صحيفة "الجزيرة" التي تتخذ من الرياض مقراً لها إنه طعن جيرانه بخنجر إيران. كمايشير التقرير إلى أن العلاقات الأمريكية السعودية توثقت تحت إدارة ترامب. وأن السعوديين والأمريكيين يسعون إلى سحق أي معارضة من شأنها أن تضعف جبهة موحدة ضد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. كما تمارس الدولتان ضغوطاً على قطر لإنهاء دعمها للحركات الإسلامية مثل جماعة "الإخوان المسلمين" وحركة "حماس" الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة. يقول التقرير إنها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، كما أنها صاحبة أعلى دخل للفرد في العالم (700.129 دولارا في السنة)، وستستضيف كأس العالم لكرة القدم 2022. وعندما قامت المملكة العربية السعودية بإخراج مركز العمليات الجوية الأمريكي في عام 2003، أخذته قطر. وتستضيف الإمارة حالياً 10 آلاف جندي أمريكي، وهي مقر للقيادة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط. وتمتلك صندوق ثروة سيادي يقدر بـ335 مليار دولار وحصص في شركات "باركليز، ومجموعة كريدي سويس". يؤكد تقرير "بلومبرغ" أن أي نزاع في المنطقة سيؤثر على أسواق النفط، ويمكن للمنازعات الداخلية بين دول الخليج أن تحد من جاذبيتها للمستثمرين الأجانب. ويضيف أنه حتى قبل زيارة ترامب، قالت "سيتي جروب" إن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن يكون لها أيضاً انعكاسات "كبيرة" على النفط والأسواق المالية. هذا ويبدو للمراقبين أن الدول الخليجية لن تتجاوز أزمة التصريحات القطرية المسيئة تجاهها هذه المرة، وذلك بعد أن أعادت للواجهة الأزمة الخليجية - القطرية في آذار (مارس) 2014، والتي أعلنت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة. وأكدت الدول وقتها أن قطر لم «تلتزم بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أم عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الإعلام المعادي». ودعت الدول الخليجية آنذاك الدوحة إلى سرعة اتخاذ «الخطوات الفورية للاستجابة لما سبق الاتفاق عليه، ولحماية مسيرة دول المجلس من أي تصدع»، ويأتي لب الخلاف في دعم وتمويل الدوحة جماعات متشددة في المنطقة، واستخدام وسائلها الإعلامية في الهجوم على دول الخليج ومصالح العرب. وقاد وقتها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح جهود وساطة مع الرياض، واستمرت لنحو ثمانية أشهر، اجتمع القادة بعدها في الرياض وأقروا عودة السفراء، وتم إعلان البيان الذي أكد «التزام قطر بتنفيذ بنود اتفاق الرياض»، الذي يضع خطوط وآلية إنهاء الخلاف مع الدول الخليجية، ودعت القمة وقتها إلى ضرورة فتح صفحة جديدة في العلاقات الخليجية – الخليجية.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :