أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة المراقبون ل "الشاهد": زيارة ترامب...

المراقبون ل "الشاهد": زيارة ترامب لفلسطين بروتوكولية واسسست دعما غير مسبوق لاسرائيل

31-05-2017 12:30 PM
الشاهد -

الملك يدعو الى عمل تشاركي دولي منسق لمكافحة التطرف والارهاب وحل الدولتين وحماية القدس

الشاهد – عبدالله محمد القاق

دشّنت القمم التاريخية التي عقدت في الرياض، قبل الاحد الماضي، عصراً جديداً من العلاقات بين العالمين العربي والإسلامي والولايات المتحدة من جهة، وبين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة من جهة ثانية، وأسست لتعاون مشترك غير مسبوق على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، والتعاون لحل الأزمات في المنطقة.

وفي القمة العربية الإسلامية - الأميركية التي شارك فيها زعماء وقادة وممثلون عن 55 دولة في مقدمتهم جلالة الملك عبدالله الثاني إلى جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز أن «النظام الايراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي»، معلناً بحزم أن المملكة عازمة على القضاء على «كل التنظيمات الإرهابية أياً كان دينها أو مذهبها أو فكرها". وفي كلمته الجامعة والشاملة قال "جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض :نلتقي اليوم لنطور رداً فاعلاً على التهديدات الخطيرة التي تواجه عالمنا، ومن شأن المواقف والأفعال التي نتبناها اليوم أن تحدد مستقبلنا في قادم الأيام، لذلك يتوجب علينا أن نعمل بشكل تشاركي ضمن أربعة محاور رئيسية، وأود أن أتطرق لكل منها بشكل مختصر:أولاً وقبل كل شيء، أمامنا تحدي الإرهاب والتطرف. النهج الشمولي هو الطريق الوحيد لمواجهة الوجوه المتعددة والمعقدة لهذا الخطر، من أفكاره الظلامية إلى تهديده للازدهار والأمن، وكما ذكرت، هذا يتطلب عملاً دولياً منسقاً على مختلف المستويات. الثقة المتبادلة والقوة مطلوبتان لتحقيق النجاح، فليس بالإمكان الانتصار في هذه المعركة إن لم نفرق، وبكل وضوح، بين الأصدقاء والأعداء، فعلينا أن نعرف من هو الصديق ومن هو العدو. إن المجموعات الإرهابية توظف هوية دينية زائفة بهدف تضليل واستقطاب مجتمعاتنا وشعوبنا. دعونا هنا نؤكد بوضوح: إن العصابات الإرهابية لا تمثل مجموعة تتواجد على هامش الإسلام، بل هي خارجة تماماً عنه. هؤلاء هم الخوارج. العرب والمسلمون يشكلون الغالبية العظمى من ضحاياهم. التعصب والجهل يعززان العصابات الإرهابية، ومن المهم أن نساعد الجميع في كل مكان على فهم هذه الحقيقة. وتابع جلالته التحدي الرئيسي الثاني البالغ الأهمية يتمثل في الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وهذا سيضمن نهاية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسيحقق السلام للجميع: الإسرائيليون، والعرب، والمسلمون. لا يوجد ظلم ولـّد حالة من الغبن والإحباط أكثر من غياب الدولة الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية في المنطقة، وهو ما أدى إلى امتداد التطرف وعدم الاستقرار ليس في منطقتنا فحسب، بل أيضاً إلى العالم الإسلامي. وثالثاً، حماية القدس يجب أن تكون أولوية، فالمدينة المقدسة ركيزة أساسية في العلاقات بين أتباع الديانات السماوية الثلاث. إن أي محاولات لفرض واقع تفاوضي جديد على الأرض في القدس ستؤدي إلى عواقب كارثية. علينا العمل معاً لتفادي هذه المخاطر، وبالنسبة لي شخصياً ولكل الأردنيين، فإن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية تاريخية راسخة ولا حياد عنها، ونتشرف بحملها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية. المهمة الرئيسية الرابعة هي تعزيز وعي الشعوب بأهمية القيم التي ستحمي وتثري مستقبل الإنسانية، وهي الاحترام المتبادل، والتعاطف، وقبول الآخر.
وبعد قمة تشاورية بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي، عقدت ظهراً قمة خليجية - أميركية جرى خلالها توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مركز لمكافحة «تمويل الارهاب»، أطلق عليه اسم «اعتدال» ومقره الرياض.
وأمام قادة وزعماء وممثلين عن 55 دولة شاركوا في القمة الإسلامية - الأميركية إلى جانب ترامب، أبدى خادم الحرمين الشريفين حزماً غير مسبوق تجاه إيران وممارساتها في المنطقة، قائلاً إن «النظام الايراني يشكل رأس حربة الارهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم»، و«لم نعرف إرهاباً وتطرفاً حتى أطلت الثورة الخمينية برأسها» العام 1979.
بدوره، دعا الرئيس الأميركي، في خطابه، «كل الدول التي تملك ضميراً، أن تعمل معاً لعزل إيران»، متهماً إياها بإذكاء «النزاعات الطائفية والإرهاب».
وأضاف «علينا أن نصلي ليأتي اليوم الذي يحصل فيه الشعب الإيراني على الحكومة العادلة التي يستحقها».
وفي خطابه الذي تجنب فيه استخدام عبارة «الإرهاب الاسلامي المتطرف» التي تستفز كثيرين في العالم الاسلامي، شدد ترامب على أنه يحمل رسالة «صداقة وأمل ومحبة»، مضيفاً «علينا الانفتاح واحترام بعضنا البعض من جديد، وجعل هذه المنطقة مكاناً يمكن لكل رجل وامرأة، مهما كان دينهما أو عرقهما، ان يتمتعا فيه بحياة ملؤها الكرامة والامل
وبدا جلياً أن الرئيس الأميركي انتهج مقاربة خطابية مختلفة عن الإسلام، سعياً لإرساء بداية جديدة مع العالم الإسلامي بعد هجومه المتكرر على المسلمين خلال حملته الانتخابية العام الماضي.
وبعد انتهاء أعمال القمة، مساء، أطلق خادم الحرمين والرئيس الأميركي، بمشاركة القادة والزعماء، المركز العالمي لمكافحة التطرف في الرياض الذي يهدف لنشر المبادئ الوسطية والاعتدال.
وفي ختام القمة، أكد البيان الختامي، الذي صدر تحت اسم «إعلان الرياض»، أن القادة ثمنوا «الخطوة الرائدة بإعلان النوايا بتأسيس تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي بمشاركة العديد من الدول»، ورحبوا بـ «استعداد عدد من الدول الإسلامية توفير قوة احتياط بـ 34 ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الإرهابية في العراق وسورية عند الحاجة».
وإذ أشادوا بـ «بناء شراكة وثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة لمواجهة التطرف والإرهاب»، أكد القادة «رفضهم الكامل لممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ولاستمرار دعمها الإرهاب والتطرف»، ودانوا «المواقف العدائية للنظام الإيراني واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول في مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار».
وأعلنوا أن القمة تمثل «منعطفاً تاريخياً» في علاقة العالمين العربي والإسلامي مع الولايات المتحدة، مؤكدين التزام دولهم الراسخ بـ «محاربة الإرهاب بكافة أشكاله والتصدي لجذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله». والواقع ان ما شهدته المملكة العربية السعودية في «قمة الرياض» يمثل إنجازاً وبصمة قوية في تأصيل السلام وبناء شراكة بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة في توحيد الكلمة ضد التطرف والإرهاب. من الواضح ان اليوم هو دور الجميع في إرخاء وإسدال جوهر السلام والقضاء على الإرهاب الفكري من طريق الوعي في معرفة أدوارنا وأهدافنا الإنسانية، اجتمعت الدول في «مملكتنا» من جميع أنحاء العالم باختلاف الثقافات واللغات والعادات، لكنها اجتمعت في أهم شيء هو جوهر الروح الإنسانية، وهذا هو الوعي بعينة، فلن تنهض الأمم وهي مغيبة فكرياً ومقيدة باستراتيجيات وخطط قديمة، إذ إن الحياة بطبيعتها متغيرة ومتطورة وغير ثابتة، لذا كان من الضرورة الملحة تغيير النظرة المحدودة وجعلها نظرة شمولية إنسانية وواقعية تنفذ على أرض الواقع. اما "الزيارة الخاطفة" هكذا وصف الفلسطينيون زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأراضي الفلسطينية خلال جولته الخارجية الأولى منذ توليه الرئاسة، التي استهلها بزيارة المملكة العربية السعودية ومن ثم إسرائيل. ورجح محللون فلسطينيون بعد اللقاءات أن لا تفضي هذه الزيارة إلى أي حلول على مستوى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خاصةً أن الرئيس ترامب خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الفلسطيني في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، لم يتطرق إلى أي نوع من الحلول السياسية لهذا الصراع. الدكتور في العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة، قال "زيارة ترامب جزء من برنامجه لزيارة دول المنطقة، ومن غير المنطقي أن يزور إسرائيل دون زيارة فلسطين التي تبعد مئات الأمتار فقط، والزيارة جاءت من باب تقديم الاحترام، أو كرشوة سياسية إن جاز التعبير". وشكك أبو سعدة في حديثه لـ"سبوتنيك" أن تفضي زيارة ترامب إلى أي حلول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحاً أن "ترامب ليس لديه خبرة في العمل السياسي والدبلوماسي، كون الصفقات التجارية تختلف كلياً عن الصفقات السياسية". وفي رأي المحللين ان "ترامب لا يمتلك مبادرة أو رؤية واضحة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهو يتكلم عن صفقة القرن والصفقة الكبرى لإنهاء الصراع، لكن دون وجود أي رؤية حول هذا الموضوع"، منوهين إلى أن ترامب لا يملك فهما عميقا للصراع في الشرق الأوسط، وهو يتكلم عن السلام وضرورته، دون وجود فكرة أو آليات لتنفيذ هذا السلام. وعن أسباب استقبال ترامب في بيت لحم وليس في رام الله التي تعتبر عاصمة مؤقتة للسلطة الفلسطينية، يصف المراقبون إنه "قد يكون الأمر بسبب رمزية مدينة بيت لحم كونها مهد المسيح، وبسبب وجود أماكن مقدسة فيها مثل كنيسة المهد، لكن ربما يكون السبب عدم رغبته في وضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، حتى لا يتعرض للانتقادات الإسرائيلية، فتم اختيار بيت لحم لتجنب هذا الإحراج بالنسبة له". والواقع ، إن "مؤشرات الزيارة لفلسطين لا تبشر بخير، فكل الذي قضاه الرئيس ترامب في بيت لحم ساعة من الزمن، في الوقت الذي كان يجب استقباله في رام الله، التي يبدو أن الإدارة الأمريكية تملك تحفظات تجاه كونها عاصمة مؤقتة للسلطة الفلسطينية". خاصة وأن "المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي مع نظيره الفلسطيني لم يتطرق خلاله لأي شيء تجاه قضية حل الدولة أو حل الدولتين أو الاستيطان الإسرائيلي أو الاحتلال". ويصف المحللون ان "حديث ترامب عن السلام الاقتصادي خلال المؤتمر يوحي بأنه يتبنى منطق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ويريد أن يتعاون مع السلطة لتطوير الوضع الاقتصادي في الأراضي المحتلة، وهذه المؤشرات غير جيدة وغير مبشرة".





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :