أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة هل يسهم الرئيس الفرنسي الجديد في تجسيد المصالحة...

هل يسهم الرئيس الفرنسي الجديد في تجسيد المصالحة لفرنسا المقسمة ويعيد الحيوية للاتحاد الاوروبي !؟

17-05-2017 01:49 PM
الشاهد -

سياسة ماكرون تتركز في حل لازمة الشرق الاوسط في اطار الدولتين

لوبين المتطرفة" تخطط للفوز بالمقاعد البر لمانية في حزيران المقبل للحد من نفوذ ماكرون السياسي والاقتصادي والاحتماعي

الشاهد : عبدالله محمد القاق

شكل الاحد قبل الماضي الأيام الأخيرة للنشاطات الرسمية بالنسبة الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي اعد لتسليم مهمات منصبه للرئيس المنتخب إيمانويل ماكرون ورأس هولاند صباحاً آخر اجتماعات المجلس الدفاعي والأمني وتطرق خلاله الى الأوضــــاع الأمنية داخل فرنسا والالتــــزامات الدولية خصوصاً تلـــك التي تلعب القوات الفـــرنسية دوراً في إطارها. واستغل المناسبة لتوجيه الشكر لأفراد الأجهزة الأمنية المختلفة، وأيضاً لرئاسة أركان الجيش الفرنسي وأفراده المنتشرين في الخارج. ورأس بعد ذلك الاجتماع الأخير للحكومة وعرض خلاله رئيس الحكومة برنار كازنوف حصيلة لولاية هولاند التي امتدت منذ العام ٢٠١٢، ثم بادر الرئيس للتوجه الى مدخل القصر الرئاسي حيث ودع الوزراء فرداً فرداً. وعقب ذلك توجه هولاند الى حديقة لوكسمبورغ لحضور الاحتفال السنوي بإنهاء العبودية وانضم اليه ماكرون الذي وقف الى جانبه عند إلقائه أحد آخر خطابات عهده وحض فيه خلفه على مواصلة العمل على تحقيق المصالحة في «فرنسا المقسمة» التي «تهب عليها ميول معادية للجمهورية» في إشارة واضحة الى اليمين المتطرف. وكان هولاند أبدى ارتياحه البالغ لفوز ماكرون الذي يعرفه جيداً وعمل الى جانبه، ما جنبه الاضطرار الى تسليم القصر الرئاسي الى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن التي هزمت في الدورة الانتخابية الثانية. ونجح هولاند بذلك في إنقاذ خلافته لكنه لم ينجح في إنقاذ حزبه الاشتراكي الذي برزت التشققات في صفوفه مع إعلان مرشحه المهزوم للرئاسة بونوا هامون عزمه على تأسيس حركة سياسية خاصة به وكذلك إعلان رئيسة بلدية باريس أن هيدالغو وحوالي مئتي شخصية اخرى نيتهم تأسيس حركة خاصة بهم. وكان الشرخ الأول داخل الحزب الاشتراكي برز عندما كشف رئيس الحكومة الاشتراكي السابق مانويل فالز عن رغبته في خوض الانتخابات الاشتراعية في 11 حزيران (يونيو) المقبل وقوله إن حزبه أصبح جسداً ميتاً. وفيما يتخبط حزب الجمهوريين اليميني بدوره في انقسامات داخلية عميقة، بدا أن التداعيات السلبية لانتخابات الرئاسة لم توفر «الجبهة الوطنية الفرنسية» اليمين المتطرف مع إعلان النائبة ماريون ماريشال لوبن عن انسحابها موقتاً من الحياة السياسية. وبررت النائبة وهي ابنة شقيقة مارين لوبن قرارها هذا برغبتها في تكريس بعض الوقـــت لأســـرتها وخوض معترك العمل في القطاع الخاص. لكن هذا الانسحاب على صلة وثيقة بطبيعة الاستراتيجية التي اعتمدت خلال الحملة الرئاسية التي انتهت الى هزيمة والى التباين في شأنها بين الخالة وابنة شقيقتها التي انتقدت مواقف عدة اتخذت في إطار الحملة بإيحاء من فلوريان فيليبو أبرز معاوني مارين لوبن. ولقد استطاع شاب لم يبلغ الأربعين من عمره، ومن دون ارتباطات تنظيمية أو أيديولوجية بأي من الأحزاب التقليدية القائمة في فرنسا، أن يهزم مارين لوبن، زعيمة «الجبهة الوطنية»، بالضربة القاضية، بحصوله على ما يقرب من ضعف الأصوات التي حصلت عليها المرشحة اليمينية المتطرفة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية (66 في المئة مقابل 34 في المئة)، وأن يصبح بالتالي أصغر رؤساء الجمهورية سناً في تاريخ فرنسا. ولا جدال في أن وصول ماكرون إلى قصر الإليزيه في اللحظة الراهنة جنّب فرنسا كارثة كبرى كان يمكن أن تلحق بها لو كانت مارين لوبن هي التي تمكنت من إحراز السبق في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. غير أن هذه الخطوة لا تكفي وحدها لوضع حد للأخطار التي تواجه فرنسا في المرحلة الراهنة، ولا تعني أبداً أن الطريق أصبح الآن ممهداً أمام الرئيس المنتخب لقيادة فرنسا نحو الوجهة التي يريدها. فما زالت أمام هذا الرئيس عراقيل عدة يتعين عليه أن يتخطاها قبل أن يصبح طليق الحركة، أهمها الانتخابات التشريعية التي ستجرى بعد شهر من الآن. وما لم يتمكن التيار الذي أسسه قبل عام واحد من الفوز بغالبية المقاعد البرلمانية فسوف ينتقل مركز ثقل السلطة التنفيذية إلى رئيس الحكومة التي سيتم تشكيلها عقب تلك الانتخابات، وهي حكومة يتعين بالضرورة أن تمثل الغالبية البرلمانية الجديدة. بعبارة أخرى يمكن القول إن ما كسبه ماكرون في انتخابات الرئاسة قد يخسر أغلبه في الانتخابات التشريعية، إذا خسرها تياره، وقد يتضاعف هذا المكسب عدة مرات إذا فاز فيها بغالبية مريحة. للنظام السياسي الفرنسي- سمات فريدة كما يقول المحلل السياسي والاكاديمي حسن نافعة في مقال له- ، تجعله يبدو أحياناً أقرب إلى شكل النظام الرئاسي الذي تتركز فيه معظم خيوط السلطة التنفيذية في يد رئيس الدولة، كما تجعله يبدو في أحيان أخرى أقرب إلى شكل النظام البرلماني الذي تتركز فيه معظم خيوط السلطة التنفيذية في يد رئيس الحكومة. وهذا التأرجح على شكل الغالبية البرلمانية وما إذا كانت مؤيدة للرئيس أو معارضة له. ولأن فترة ولاية الرئيس كانت حتى وقت قريب تختلف عن فترة ولاية البرلمان (7 سنوات للرئيس مقابل 5 للبرلمان)، فكثيراً ما تسببت الفجوة الزمنية بين الولايتين في إثارة العديد من العراقيل وزادت من فرص وصول غالبية برلمانية معارضة للرئيس أثناء فترة ولايته. لحل المعضلة من جذورها واستقرار الطابع «شبه الرئاسي» للنظام السياسي الفرنسي في طبعته الراهنة. كان بوسع النظام الذي أسسه الجنرال ديغول عام 1958 أن يتأقلم مع تقلبات مزاج الناخب الفرنسي، وأن يضمن استمرار التداول السلمي للسلطة بين أحزاب اليمين واليسار والوسط لفترة طالت لأكثر من نصف قرن واتسمت باستقرار نسبي على الصعيدين الأوروبي والعالمي. غير أن انهيار الاتحاد السوفياتي، من ناحية، وعجز الولايات المتحدة عن الهيمنة المنفردة على النظام العالمي، من ناحية ثانية، وتنامي ظاهرتيْ العولمة والإرهاب، من ناحية ثالثة، كل ذلك أصاب النظام العالمي وكذلك النظم الإقليمية الفرعية، ومنها النظام الأوروبي بتصدعات تحولت في الآونة الأخيرة إلى شروخ عميقة أصابت دولاً ومجتمعات عدة، بما فيها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وهي شروخ تعكس عمق الأزمة الشاملة التي يمر بها العالم أجمع في اللحظة الراهنة. وإذا كان وصول ترامب إلى البيت الأبيض يعد أحد تجليات رد الفعل الأميركي على هذه الأزمة الشاملة، فإن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي يعد أحد تجليات رد الفعل البريطاني، ووصول إيمانويل ماكرون إلى قصر الإليزيه يعد أحد تجليات رد الفعل الفرنسي على الأزمة ذاتها. فقد أسفرت الانتخابات الرئاسية الخيرة في فرنسا عن نتائج لها دلالات تعكس عمق هذه الأزمة، أهمها: - -تزايد وزن اليمين المتطرف في معادلة السياسة الفرنسية، بدليل حصول مارين لوبن على أكثر من ثلث أصوات المشاركين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وللمرة الأولى في تاريخ الحياة السياسية الفرنسية. وستظهر الانتخابات البرلمانية المقبلة أيضاً ما إذا كان بمقدور «الجبهة الوطنية» اليمينية المتطرفة أن تقود المعارضة الفرنسية في المستقبل القريب، كما تدعي لوبن. -وجود فراغ سياسي وأيديولوجي كبير في الحياة السياسية الفرنسية يحتاج لمن يستطيع أن يملأه بقوة العلم وليس ببريق الأيديولوجيا، وهو ما نجح فيه ماكرون، خريج أرقى المعاهد الفرنسية في علوم السياسة والإدارة. وستظهر الانتخابات البرلمانية المقبلة في الوقت نفسه ما إذا كان التيار الذي أسسه ماكرون منذ عام واحد، وسماه «إلى الأمام»، قادراً على أن يلعب دور القاطرة في الحياة السياسية الفرنسية في المرحلة المقبلة، أم أن قوة الدفع التي حظي بها هذا التيار إبان حملة الانتخابات الرئاسية كانت لأسباب تتعلق بمزايا شخصية يتمتع بها إيمانويل ماكرون. فهذه الدلالات لا تعكس فقط عمق الأزمة التي يمر بها المجتمع الفرنسي، وإنما تؤكد أيضاً وصول نظامه السياسي إلى مفترق طرق، ومن ثم لن يتمكن من تحديد وجهته النهائية إلا عقب الانتخابات التشريعية المقبلة، التي يعتقد أنها ستكون الأخطر في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة. للرئيس الفرنس رؤية واضحة في حل الازمة السري وازمة الشرق الاوسط وهو ينادي بحل الدولتين وبوقف الاستيطان الذي يقوض عملية السام بالمنطقة .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :